تضم بلجيكا، التي تحتفل هذه السنة بمرور 50 سنة على الهجرة المغربية، جالية مغربية مهمة تقدر بحوالي 407 آلاف و 647 شخصا، أي 3,72 في المئة من مجموع السكان ببلجيكا. وحسب دراسة ديمغرافية قام بها سنة 2013 الباحث في علم الاجتماع البلجيكي جان هيرتوجين، تتشكل الجالية المغربية في بلجيكا من 84 ألف و 676 شخصا يحملون الجنسية المغربية، و 224 ألف و 723 مغربي يحمل الجنسية البلجيكية، و 98 ألف و 248 من أبناء المغاربة الذين يعدون مواطنين بلجيكيين. ووفق نتائج هذه الدراسة، فإن المغاربة يعتبرون الجنسية الثانية الأكثر تمثيلية بعد الإيطاليين. ويعيش حوالي 191 ألف و 292 في منطقة بروكسيل- العاصمة، و 74 ألف و543 بوالونيا و 141 ألف و 812 بمنطقة الفلاندر. ومن جهته، قدر تقرير أخير للمركز البلجيكي لتكافؤ الفرص ومحاربة العنصرية حول الهجرات والسكان المنحدرين من الهجرة ببلجيكا عدد المغاربة الحاملين للجنسية المغربية المقيمين في بلجيكا في فاتح يناير 2013 بحوالي 83 ألف و271 شخصا. ويمثل المغاربة الجنسية غير الأوروبية الرئيسية المتواجدة في بلجيكا بمعدل 28,5 في المئة، تليها الجنسية الكونغولية (6,9 في المئة) والأمريكية (3,9 في المئة) والصينية (3,6 في المئة). وأشار التقرير الذي تم إعداده بشكل مشترك مع الجامعة الكاثوليكية لوفان، إلى أنه منذ حوالي 20 سنة، أخذ عدد المغاربة المهاجرين إلى بلجيكا يتناقص بشكل واضح، حيث انتقل من أزيد من 140 ألف بين 1989 و 1997 إلى 80 ألف ابتداء من سنة 2003. وأوضح أن هذا الانخفاض يعزى إلى تزايد الحصول على الجنسية البلجيكية الذي لوحظ منذ أواسط الثمانينيات، مشيرا إلى أن المغاربة كانوا يمثلون خلال العقدين الأخيرين أول جنسية في مجال الحصول على الجنسية البلجيكية (218 ألف بين 1991 و2013). واعتبرت الدراسة أيضا أن النسبة التي يمثلها تدفق المهاجرين المغاربة في إجمالي تدفقات الهجرة (الأوروبية وغير الأوروبية) تضاعفت بين سنتي 1990 و 2003 لتنتقل من 5 إلى 12 في المئة قبل أن تتراجع إلى 7 في المئة ما بين 2004 و 2013. وينحدر 80 في المئة من المغاربة المقيمين في بلجيكا من شمال المغرب، خاصة من أقاليم طنجة وتطوان ووجدة والناظور والحسيمة. وانطلقت هذه الهجرة بإبرام اتفاقية بين المغرب وبلجيكا في 17 فبراير 1964 من قبل وزيري الشغل البلجيكي والمغربي آنذاك ليون سيرفي والتهامي الوزاني، حيث كانت بلجيكا حينها في حاجة إلى يد عاملة تشغلها في مناجم الفحم. وبعد عشر سنوات، وبسبب ظرفية اقتصادية صعبة، أوقفت بلجيكا سنة 1974 بشكل نهائي عملية توظيف اليد العاملة الأجنبية. لكن آلاف المغاربة واصلوا الهجرة بشكل قانوني إلى بلجيكا بسبب التجمع العائلي الذي كان يتيحه اتفاق سنة 1964.