لماذا تركت المنقبات الألوان واخترن القماش الأسود رداء لكل يوم ؟ بعيدا عما يجري في مصر التي ثارت ثائرة شيخ أزهرها الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي اصدر الشهر الماضي قرارا يقضي بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد التابعة له، تاركا خيار ارتدائه خارج الفصول الدراسية أمراً شخصياً، وذلك بعد طلبه من طالبة أزهرية في الصف الثاني الإعدادي، أثناء جولة تفقدية على المعاهد الأزهرية، خلع نقابها كونها تدرس بين فتيات، و كون النقاب "عادة وليس عبادة" وبعيدا عما تلا هذا القرار من ضجة، لنقف عند قولة الشيخ" النقاب عادة وليس عبادة"... هذه الجملة التي فتحت عيون الكثيرات أو ربما الكثيرين الذين ضجوا وثاروا من كلام الشيخ، وقراره وتفاوتت درجات اتهامهم له إلى حد أن بعضهم وجد في اثارثه لهذا الأمر وفي هذا التوقيت تغطية على ما يحدث للمسجد الأقصى من انتهاكات .. لكن كبشر نعشق الحرية والحياة والتمتع بنعم الله التي انعم بها الله على الانسان نتساءل لماذا أرادوا أن تكون المرأة شبحا اسود بلا ملامح، ولا هوية مبررين رغبة الاخفاء وكتم النفس ان المرأة رمز للفتن وإثارة الغرائز والشهوات، حتى وهي تلبس الحجاب ليصبح النقاب "الأسود" وما يصاحبه من لباس يمسح الأرض ويخفي الجثة هو الحل لكف فتن المرأة وأيضا الشيطان الذي يصاحبها..و لماذا يفرض الرجل من هؤلاء على المرأة أن تكتسي بهذا الزى المخيف والقاتل للحياة ناسيا انه هو الآخر موضوع للفتنة وان النساء لهن أنفس تشتهي وعيون تبحث عن الجمال وهذه طبيعة خلق الله.. ولا أظن امرأة ستطلب من زوجها أن يلبس جلبابا اسود وان يلثم وجهه وان يخرج للناس وللأسواق كجذع شجرة ميت بلا ملامح خوفا على بنات المسلمين من الفتنة والغواية ؟. في مجتمعنا المغربي كانت أمهاتنا تلبسن "الجلابة بالقب او الجلابة باللثام" وكن بزيهن ذاك جميلات ومحبوبات وربات بيوت وتشعر إزاءهن بكثير من الحميمية والدفء ، وكن ينزلن لثامهن في أي لحظة ليشربن الماء أو لأخذ نفس خاصة أيام الحر وكان اللثام خفيفا وأحيانا تحفه بعض التطريزات ، وبعد ولوج النساء إلى سوق العمل تغير المشهد ودخلت البنات الكليات والمدارس وأصبحن عاملات وطبيبات وممرضات وأستاذات وفي كل مكان يخدمن فيه هذا الوطن ، وفي خضم هذا التغيير تخلت أمهاتنا أيضا عن اللثام، ولم يثر ذلك زوابع كلام أو غبار...ومع موجة العودة إلى الحجاب وانتشار ما يسمى اللباس الشرعي و حجاب الموضة وحجاب من غير حجاب ،استيقظنا على واقع جديد واقع نساء النقاب والقفازات والثوب الخشن الأسود ، هؤلاء اللواتي يثير احيانا مظهرهن الفزع خاصة اذا وجدت نفسك أمام "إحداهن" في سلم عمارة مظلم او في أي مكان خال من العامة..فأنت لا تعرف من تواجه؟ الرباط: نعيمة الحرار