تصوير : مراد ميموني في سابقة ليست بالقديمة، حيث لازالت الدولة المغربية تمارس لعبة القط والفأر بين سياسة جماعة العدل والإحسان المحظورة وتوجهاتها التي تتنافى مع الخط والمفهوم الجديد للسلطة التي تسير الدولة المغربية في نشر سياساتها المختلفة لأكثر من عقد من الزمن. وآخر فصول هذه المعركة المتناقضة بين الدولة والجماعة الياسينية هو إستكمال المدة الحبسية لأحدى عشر عضوا من أعضاء الجماعة المحكوم عليهم من طرف محكمة الإستئناف بوجدة في إطار مقتل الطالب القاعدي المعطي بوملي في عز الغليان السياسي الطلابي بجامعة محمد الأول بوجدة سنة 1991 وبعد الإستقبال الحافل المخصص لكل الأعضاء من طرف مجلس الإرشاد بجماعة العدل والإحسان وبحضور شيخ الجماعة عبد السلام ياسين في حفل بهيج تكريما للمدة التي قضوها في السجن لمختلف أعضاء الجماعة المنحدرين من مختلف أنحاء ومناطق المملكة، في إنتظار تكريم وإستقبال كل عضو على حدة في مدينته أو قبيلته الأصلية. بعد وصول المحتفى به مصطفى حسيني والمنحدر من مدينة الناظور إلي مسقط رأسه تفضلت عائلته وجمع من أصدقائه وأقاربه بتكريمه وإستقباله إستقبال الأبطال المفرج عليهم، وتم توزيع كؤوس الشاي والحلوى بالزغاريد والأناشيد الإسلامية في غفلة عن أعوان السلطة. إلى حدود هذا كل الأمور عادية إلى أن إختار المفرج عنه مصطفى حسيني تكبير طابع الحفلة لكي ترقى وتصل إلى مستوى الزحف والكم الجماهيري المشهورة بها جماعة العدل والإحسان، وبالمناسبة تعتبر منطقة الناظورالشرقية من المناطق الكبرى على الصعيد الوطني التي تنشط بها الجماعة سياسيا وتنظيميا وجمعويا. حيث دعا المفرج عنه أقاربه وأفراد عائلته والقادمين من مختلف مناطق ربوع المملكة لحضور حفل العشاء لتكريم المفرج عنه، حيث إجتمعت الحشود من أفراد عائلته إلى منزله بقرية أركمان حيث يتوفر على سكنى مستقلة بداخلها بهو كبير حيث أقدم على تنصيب خيمة عملاقة وهي تقليد كلاسيكي من تقاليد الجماعة عند الإحتفال والإجتماع بأحد أعضاء دائرتها السياسية وعند تنظيم مختلف أنشطتها. لكن حدث مالم يكن في الحسبان حيث تدخلت السلطة المحلية بكل أجهزتها من القائد، والشيخ والمقدم، والأجودان الدرك حيث تم تطويق وحصار منزل الناشط العدلي وتم تدجيج المكان بعناصر من القوات المساعدة بل الأكثر من هذا تم إقتحام بهو المنزل الذي نصبت فيه خيمة إستقبال الزوار والأصدقاء الذين لازالوا يتوافدون تباعا في وقت متأخر من يومه لحضور حفلة العشاء. وتم تكسير جميع أعمدة الخيمة وأخلي المكان عن آخره من كل الكراسي والطاولات التي أعدت خصيصا للإستقبال الكبير والخاصة لهذا العضو من الجماعة الذي أمضى ثمان عشرة سنة من حياته موزعة بين سجن وجدة والقنيطرة. وكعادتها وفي إطار إجتهادات الجماعة وأعضائها في تجاوز للسلطة المحلية لإنجاح الحفل بشتى الطرق والوسائل تم تحويل مكان الحفل إلى منزل مجاور لمنزل المفرج عنه على الأقل لإستقبال بعض العائلات القادمة من أماكن بعيدة عن المنطقة، لكن الملاحظ أن السلطة لازالت إلى حد الآن تحاصر المكان بمختلف أجهزتها بل تضطر إلى إيقاف الوافدين إلى المنزل، وتفتيشهم وإرجاعهم إلى حالهم فورا وفي آخر تطورات ومستجدات الموضوع - الحدث - وفي الوقت الذي كانوا على استعداد لتقديم العشاء للحاضرين من أفراد العائلة والمدعويين والزوار وفي غفلة دعوة الحاضرين إلى غسل الأيادي لبدء العشاء، تحركت آليات المخزن، حيث تم إقتحام المكان المخصص للعشاء، وأرغموا الضيوف المدعويين إلى مغادرة المكان فورا، والإلتحاق بديارهم. ولاحقت السلطة المحلية وأعوانها المدعويين والتحقق من هوياتهم ومحل سكناهم خصوصا ذو المنازل والسكنى القريبة من المنزل المداهم. واش صحابلك غير أجي واتعشى مع العدل والإحسان؟ إن هذا الموضوع - الإقتحام والمداهمة والهدم- هو نوع من الصيرورة المتلاحقة بدأت مسرحيتها من خروج أعضاء الجماعة من السجن مرورا بالحفلة الكبرى إحتفاءا بالمفرج عنهم، وصولا إلى إلتحاق كل عضو بمدينته حيث تقوم السلطة وأجهزتها بالمراقبة والتتبع والترصد، الملف لازال مرشح للمزيد من التفاعلات على الصعيد الوطني. أول تصريح صحفي للمفرج عنه مصطفى حسيني بعد خروجه من السجن لناظورسيتي: والدة مصطفى حسيني تتحدث : صور من منع حفل العشاء صور وفيديو لحظة منع الخيمة