بالتصفيق الغير المنقطع والزغاريد الاحتفالية، استقبلت الجالية المغربية الريفية فنانها المحبوب الكوميدي "بوزيان" مساء أول أمس الجمعة بالمسرح الهولندي بمدينة أوتريخت في أول عرض له بأوروبا خلال مسيرته الفنية. وكما كان مرتقبا حضرت حشود من الجماهير من مختلف المدن الأوروبية لمشاهدة عرض بوزيان، الذي انطلق في ساعته المحددة والمبرمجة من طرف اللجنة المنظمة التي كانت في مستوى التنظيم الاحترافي من بداية العرض الى آخره، خاصة الدور الكبير الذي قامت به للتصدي للجماهير الكثيفة التي لم يسمح لها بالدخول نظرا لامتلاء قاعة العرض عن آخرها ونفاذ جميع التذاكر المخصصة للعرض، وبالتالي عدم السماح بالدخول فوق الطاقة الاستيعابية للقاعة حفاظا على سلامة أمن الجماهير الحاضرة واستنادا لقانون المسرح الهولندي. عرض بوزيان الجديد أبهر الجمهور الكثيف من نساء ورجال من مختلف الأجيال، والتي تجاوبت مع الكشكول الفكاهي المبهر الذي يعالج جزء من تجربة الحياة اليومية لبوزيان والواقع المغربي المعاش، وبعض المواقف الطريفة التي صادفته مباشرة بعد وصوله هولندا في قالب كوميدي ساخر تجاوب معه الجميع خاصة ما حصل له أثناء عرضه لما فاجأه وقوف القنصل المغربي بأوتريخت، الذي صفق له وتقدم إليه نحو الخشبة وحضنه بحرارة تعبيرا عن إعجابه الكبير بما جاء به بوزيان من فكاهة من الذوق الرفيع والاحترافية الفنية التي بصمها فوق خشبة المسرح الهولندي بحضور جالية متعطشة لكل ما ينسيها حياة الغربة الروتينية. كعادة اللجنة المنظمة، تم في نهاية العرض تكريم أحد الشخصيات من الجالية المغربية وهو ابن مقاوم حارب الاستعمار الإسباني، في جبال الريف، وهو الأستاذ والكاتب أحمد الموساوي أحد الفاعلين الجمعويين الذين ساهموا بشكل كبير في الحقل الثقافي المغربي بهولندا.