وقوفا عند 08 مارس الذي يعد محطة تاريخية مهمة في ذاكرة الشعوب والمرأة بصفة خاصة الذي يعنيها أكثر لإعتباره يسلط الضوء على ما تعيشه من مشاكل على مختلف المستويات ، فقد عرفت مدينة ميضار عشية اليوم التاسع من مارس الجاري ندوة فكرية حول "واقع حقوق المرأة بالريف" وذلك بقاعة الإجتماعات لبلدية ميضار بمشاركة فعاليات حقوقية نسائية بالمنطقة ويتعلق الأمر بالسيدة زهرة قوبع عن جمعية ملتقى المرأة بالريف والسيدة هنية بوفراشن عن منتدى حقوق الانسان لشمال المغرب. وفي السياق ذاته إستهلت الندوة الفكرية بكلمة شكر الحاضرين والحاضرات على تلبية الدعوة قبل أن تتحدث زهرة قوبع في مداخلة مركزية طويلة أفاضت فيها الحديث حول ما تعيشه المرأة الريفية من مشاكل بالجملة على المستوى الإجتماعي والإقتصادي نظرا لغياب أبسط شروط العيش الكريم كالمرافق الصحية التي جعلت المرأة أن تلد في وسط غير ملائم وفي هذا الصدد أكدت زهرة قوبع أن المغرب يحتل المراتب الأولى من ناحية النسبة الكبيرة في وفيات النساء الحوامل. ونظرا لسياسة التهجير الممنهجة في حق أبناء الريف فرضت على المرأة أن تقوم بالمهام الصعبة التي تتمثل في الأعمال الفلاحية وأما على المستوى التعليمي فقد أشارت إلى أن الريف يحتل المرتبة الأولى في الأمية مما يجعل المرأة غير قادرة على الإنتاج والإنخراط في العمل الجمعوي والسياسي ، في حين نددت زهرة قوبع سياسة إنصاف المرأة عند المسؤولين المتعلقة بمحاربة الأمية والأعمال اليدوية وكذا لإقصائها خصوصياتها اللغوية والثقافية في الإعلام الرسمي الذي أدى عن إبتعادها عن ما تعيشه البلاد والعالم من أحدات. وبالنسبة للعنف الجسدي والمعنوي التي تتعرض لها المرأة أكدت أن المؤسسات الأمنية والقضائية تساهم فيه بشكل كبير حيث أن القضاء يختزل العنف خارج منظومة الأسرة بالإضافة أن الجلسات الإستنطاقية للأمن تطرح أسئلة تحمل بين طياتها نوعا من العنف من قبيل "علاياش ضربك "، قبل أن تؤكد بأن مدونة الأسرة لم تفعل بشكل كبير مما يدل أن ليس هناك إرادة حقيقية لإنصاف المرأة إلى جانب أن الأخيرة محرومة من حق ولاية الأبناء وفي الأخيرة أكدت بأن واقع المرأة المزري جاء نتيجة النظام السياسي القائم بالمغرب. وعلاقة بأشغال الندوة فقد تطرقت السيدة هنية بوفراشن إلى مسألة العدل بإعتباره ألية لإنصاف المرأة وإن لم يكن الرجل عادلا معها ستكون النتائج كارثية وهنا أشارت إلى أن الرجل بالريف لا يعترف بأن المرأة كيان مستقل وتتحمل السؤولية في تصرفاتها مما فتح مجالا للعنف، وكما علينا ألا نتحدث عن جيل متنور في ظل إمرأة معنفة. إلى جانب أن مسألة التحرش الجنسي حسب هنية تراه مشكل في الإنسان الذي لم يتربى على إحترام الأخر قبل أن تدعوا إلى إعطاء إمتيازات للمرأة للوصول إلى المساواة مع الرجل من أجل العدالة مع الجنسين. بعده تم فتح باب المداخلات والتي صبت في مختلف الجوانب فمنهم من رأى بأن المجتمع الأمازيغي دائما كان يعطي المكانة للمرأة مثل الرجل لكن نتيجة أفكار دخيلة تغير كل شي ، في حين أن البعض حمل المسؤولية للوضع المزري للحكومة لإعتبارها لم تحترم بعض المكتسبات في ملف المرأة.