مع تحسن الأحوال الجوية، عادت الملاحة البحرية وعاد معها «بارونات» المخدرات إلى ممارسة نشاطهم في تهريب المخدرات إلى داخل التراب الأوروبي عبر البوابة الإسبانية، لكن الملفت في العمليات الأخيرة التي تم ضبطها بالمعابر الحدودية بكل من مليلية وسبتة المحتلتين وميناء طنجة هو تورط عناصر الحرس والشرطة الإسبانيين في تهريب كميات مهمة من المخدرات إلى الجارة الإسبانية. السبت، أوقفت عناصر الشرطة الإسبانية بمليلية أحد عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية بالمعبر الحدودي لمليلية وبحوزته 114 كيلوغراما من مخدر الشيرا داخل سيارة رباعية الدفع، ولتمويه عناصر الشرطة التي كانت تترصد تحركاته منذ مدة، فقد اصطحب معه سيدة. وكشفت تحريات تباشرها السلطات المحتلة بمليلية، تورط ثلاثة عناصر من الحرس الإسباني في الاتجار الدولي للمخدرات والمهاجرين السريين، وهي المعطيات التي أكد صحتها لوسائل الإعلام الإسبانية، عبد الملك البركاني، مندوب إسبانيا بمليلية المحتلة. شبكات تهريب المخدرات والهجرة السرية، بدأت تستفيد من الوضع الاقتصادي في الجارة الشمالية، خصوصا بعد سياسة التقشف التي نهجتها الحكومة الإسبانية، مما دفعت بمواطنين إسبان إلى الهجرة نحو الجنوب والاستقرار بشمال المغرب أو البحث عن موارد إضافية لتحسين معيشتهم. تحسن الأحوال الجوية ساهم أيضا في عودة شبكات التهجير السري وشبح «قوارب الموت»، إذ قتل شخصان من بينهم منقذ مغربي، أول أمس السبت، عندما انقلب قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين في مضيق جبل طارق، بينما لايزال اثنان آخران في عداد المفقودين، بحسب ما أفاد متحدث باسم الإنقاذ البحري لوكالة فرانس برس. وعثر على القارب الذي كان على متنه خمسة مهاجرين على بعد خمسة أميال بحرية من مدينة طنجة المغربية. وكان الناجيان الاثنان يعانيان من انخفاض درجة حرارة الجسم بصورة كبيرة ونقلا إلى «طريفه» في جنوبإسبانيا، بحسب ما أفاد المنقذون الذين أضافوا أن عملية البحث عن المفقودين مازالت متواصلة. وفي أكتوبر الماضي عثر على 16 جثة لمهاجرين غير شرعيين عند محاولتهم وصول إسبانيا من المغرب.