مازال الحكم القضائي الذي أصدرته إحدى محاكم مدينة كولونيا الألمانية في يوليوز الماضي والقاضي بتجريم ختان الأطفال ويعتبره اعتداء جسديا عليهم الكثير، يثير الكثير من ردود الأفعال. فقبل يوم من انعقاد جلسة "مجلس الأخلاق" تعالت بعض الأصوات التي تطالب بمنع الختان أو على الأقل إسناد مهمة القيام به لأطباء متخصصين. وقد أطلقت منظمة "غيوردانو برونو" حملة مدافعة عن حقوق الأطفال تحت شعار "الختان الإجباري عمل مخالف للقانون حتى لدى الذكور." وتهدف هذه الحملة إلى الحيلولة دون صدور تشريع يسمح بالختان في ألمانيا. ويصف المتحدث باسم الحملة ميشائيل شميت سلمون الختان بأنه:" ليس بالأمر الهين كما يصور دائما، وإنما هو اعتداء على حرية الطفل وعلى سلامته البدنية"، وهذا ما شدد عليه أيضا القاضي المتخصص في قانون العقوبات وعضو "مجلس الأخلاق" راينهارد ميركل. ولوضع حد لهذا الجدل تعتزم الحكومة الألمانية إصدار قانون يقنن الختان في البلاد، إذ صرح المتحدث باسم وزارة العدل الألمانية بأن وزارته تقوم بإعداد القانون الذي ينظم مسألة الختان. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيشترط ضرورة استخدام مخدر موضعي في إجراء عمليات ختان الذكور في المستقبل. من جانبه طالب الحاخام اليهودي البارز في ألمانيا يونا ميتزجر المسؤولين الألمان بعدم فرض قيود على حق ختان الأطفال الذكور، ما قد يجعل يتسبب في التضييق على المرء الذي يرغب الوفاء بالتزاماته الدينية، مما قد يضطره للسفر للخارج للقيام بذلك الأمر.