فجّرت الحلقة السادسة من مسلسل "من الآخر" السعودي تحت عنوان "مليكة الشغالة" والذي يذاع يومياً على إحدى القنوات الفضائية، قضية إساءة الدراما الخليجية لسمعة المغربيات من جديد، حيث قام المسلسل بتصوير المغربيات خاطفات للأزواج ومخربات للبيوت، يتلاعبن بمشاعرهم عبر الإثارة والإغراء، ما خلّف استياءً في صفوف مغاربة الفيسبوك مطالبين برد الاعتبار. وتدور أحداث الحلقة حول أسرة سعودية تنتظر خادمة دون أن تعلم بأنها "مغربية"، وهو الأمر الذي حرص الأب "راشد الشمراني" على إخفائه عن زوجته، مدعياً أنها من آسيا استقدمها من مكتب لتشغيل الخادمات، الشيء الذي آثار حفيظة الزوجة "سيدة البيت"، معتبرة المغربيات يستغلن جمالهن لاختطاف الزوج الخليجي من بيته وأولاده. والجدير بالذكر أنه قد سبق لمسلسل كرتوني كويتي في رمضان الماضي "أبوقتادة وأبونبيل" إساءته لسمعة المغربيات، حيث أثار ضجة إعلامية اضطرت معها الدبلوماسية الكويتية إلى الاعتذار. وطالب ناشطون على صفحة "مغاربة ونفتخر" بالاعتذار الفوري من القائمين على المسلسل، معتبرين المسلسل السعودي عملاً مقصوداً يسيء إلى كرامة المرأة المغربية ويصور حالات شاذة قد تكون موجودة في الواقع، لكنه لم يراعِ مشاعر أكثر من 30 مليون مغربي على الرغم من العلاقات الطيبة التي تربط الشعبين والبلدين. وتعليقاً على الضجة التي أحدثتها حلقة أمس من مسلسل "من الآخر" في أوساط المغاربة على شبكة التواصل الاجتماعي، قالت سمية جابري (ناشطة) في تصريح ل"العربية.نت"، إن هذا العمل يعد مساساً بكرامة المرأة بصفة عامة، وهو عمل مقصود مادام قد ركّز على ذكر المغربيات بالاسم. وأكدت الناشطة النسائية أن المسلسل يصور واقعة مخالفة للواقع، فليست كل نساء المغرب خادمات ببيوت الخليج، الصورة مغلوطة في أذهان القائمين على ذلك العمل وفي أذهان العديد من الخليجيين. واتهمت أيضاً الإعلام المغربي بالتسويق لصورة نمطية معينة للمغربيات في الخليج، فهن بنظر إعلامنا غير المسؤول إما خادمات أو ساحرات أو عاهرات، على حد قولها. وفي سياق ذي صلة، اتهمت مغربية متزوجة من سعودي ومقيمة بالمغرب، مفضلة عدم ذكر اسمها، في تصريح ل"العربية.نت" أن السعوديات يُسئن معاملة أزواجهن ولا يهتممن بنظافة بيوتهن ورعاية أولادهن، ما يدفع بالأزواج إلى البحث عن المغربيات بقصد الارتباط بهن، فهم يبحثون عن الراحة والسعادة الزوجية على حد تعبيرها. وأضافت المغربية أن حلقة المسلسل تعطي درساً للسعوديات في أدبيات التعامل مع الزوج والحرص على راحته النفسية والمعنوية لمن أرادت أن تتعظ، أما المغربيات فقد أثبتن قدرتهن على تقديس الحياة الزوجية ورقيهن على مستوى الشكل والجوهر، فالأولى بالدراما الخليجية تسليط الضوء على فشل السعوديات في إسعاد بيوتهن وليس العكس. ومن جهة أخرى كشف محمد عبدون، صاحب غرفة دردشة صوتية، أن الدافع وراء تكوين الدراما الخليجية صورة سلبية عن المغربيات هو التعامل المخزي وتهافت بنات المغرب على الخليجيين بحثاً عن المال، وفي الوقت الذي تتنكر فيه لابن بلدها حتى لو كان صاحب خلق وعلم ودين، مبرزاً أن همّ المغربيات الوحيد بغرف الدردشة الصوتية هو جلب الخليجي بشتى صور الإغراء، والواقع أدهى وأمر، على حد قوله.