تدمن الكثير من الزوجات المغربيات عملية تفتيش هواتف أزواجهن خلسة وذلك بقراءة الرسائل القصيرة والاطلاع على اتصالات اليوم وكذا قراءة البريد الإلكتروني...فضول تسعى من خلاله الزوجة للبقاء متيقظة أمام كل محاولة خيانة يقوم بها زوجها. ويصنف بعض الدعاة هذه العملية في خانة التجسس ويدعون لتجنبها لما لها من مضار على استقرار الأسرة ولما فيها من انتهاك لخصوصيات الزوج، رأي ترفضه الزوجات باعتباره ظلما لهن وتشجيعا للأزواج على المضي قدما في خيانة زوجاتهم مستخدمين التقنيات الحديثة وعذر الخصوصية للقيام بما يحلو لهم دون مراعاة لمشاعر زوجاتهم وأبنائهم. فتوى تثير غضب الزوجات ظاهرة تفتيش هواتف الأزواج هاته لا تقتصر على المغربيات فقط، فهي متفشية بشكل كبير في صفوف نساء العالم. وكانت سعاد صالح -أستاذة الفقه بجامعة الأزهر والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر- قد عبرت في وقت سابق عن استيائها من قراءة الزوجة للرسائل القصيرة التي ترد إلى هاتف زوجها المحمول واعتبرتها "صورة من صور الغيرة المرضية التي تفتح الباب أمام الخلافات الزوجية، وهو ما يرفضه الإسلام، ويعتبره تجسساً". حجة الأستاذة سعاد صالح في منع هذا التصرف هو يأتي من باب سد الذرائع لأن هذا السلوك حسب رأيها "يساعد في زيادة حالات الطلاق، فضلا عن أن الإسلام يعلي قيمة احترام الخصوصيات". ونشر عن صالح قولها أيضا " أنا ضد التجسس على الأزواج تحت أي ظرف حتى ولو ثبت أن للزوج علاقات متعددة فلا يجوز للزوجة التجسس على زوجها لقوله تعالى 'هن لباس لكم وأنتم لباس لهن' أي كل منهما يستر الآخر، ولقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم 'لو كان لأحد أن يسجد لغير الله لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها'، وهذا الحديث وضعته أمام عيني في تعاملي مع زوجي 'رحمه الله'، فكنت أخلع له حذاءه، ولذلك يجب على المرأة أن تحافظ على بيتها بعدم التدخل في شؤونه الخاصة، ومضايقته حتى لا يهرب من بيتها، وهذا ما نص عليه الإسلام في التعامل مع الأزواج". فتوى سعاد صالح رأتها الكثير من النساء تحيزا واضحا للرجل على حساب مشاعر المرأة وتشجيع للزوج على استغلال خصوصيته ضد حقوق زوجته. زوجات غيورات وأزواج خائنون ترى مريم "أن تفتيش المرأة لهاتف زوجها ليس تجسسا كما يروج الرجال ومن يدعمهم من النساء وليس سعيا لهدم الأسرة بل على العكس من ذلك فالزوجة دائمة السعي للمحافظة على زواجها واستقراره الشيء الذي يبقيها دائما مهتمة لكل التفاصيل التي تحدث مع زوجها خوفا منها على فقدانه، لذلك فهي ترغب في معرفة ما يدور حولها حتى تضع حدا للخيانة في مهدها قبل أن تتحول إلى واقع يصعب التخلص منه." وتخالفها الرأي سارة التي ترى أن "تفتيش الزوجة لهاتف زوجها إنما يدل على عدم ثقتها بنفسها وعلى تمكن مرض الشك من التسرب إليها. كما أن هذا التفتيش قد يكشف لها عن أشياء قد تدمر زواجها ويفقدها كل شيء". أما منى فتقول أن "الأزواج وأفعالهم هي السبب الذي يدفع الزوجة إلى التجسس عليهم. حيث يستهلك الكثير من الأزواج جل أوقاتهم مع هواتفهم الذكية وحواسيبهم النقالة مما يثير أكثر من تساؤل حول نوعية الأنشطة التي يقومون بها." وتضيف بخصوص حيلة الأزواج " يمسح الأزواج قبل دخولهم المنزل المكالمات التي قد تحرجهم مع زوجاتهم وكذا الإيميلات والرسائل القصيرة حتى يخفوا أي أثر لنزواتهم المسيئة لأسرهم". رأي الأزواج يرى محمد أنه "من الزعج جدا للرجل أن يحس بتجسس زوجته ومراقبتها له في كل كبيرة وصغيرة. فهي تحسسه بأنه مقيد، وتعتدي على خصوصيته مما قد يثير جدلا حادا بينهما قد يفضي إلى نتائج سلبية على استقرار الأسرة." بينما يعتبر أشرف تفتيش زوجته لهاتفه "أمرا عاديا أتفهمه بكل فرح. حتى إن كل كلمات المرور سواء المتعلقة بالهاتف أو البريد الإلكتروني أعطيتها لها تفاديا لأي سوء تفاهم. وأعتقد أن مشاركة الزوجة لزوجها في كل شيء إنما هو حماية له لا تعد عليه. ومن الواجب على الزوج أن يحترم مشاعر زوجته وأن يطمئنها بشتى الوسائل لأن استقرار زواجه ونجاحه أولى من أي شيء آخر."