خلال اللقاء التواصلي الذي عقدته قافلة برلمانيات حزب العدالة والتنمية مع ساكنة إقليم الدريوش، صباح أول يوم أمس الجمعة 08 يونيو الجاري، أكد نور الدين البركاني برلماني الحزب بالناظور، والذي تكلف بتسيير أشغال هذا اللقاء، بأن إقليم الدريوش ليس من اللائق أن يظل حاملا لاسم الإقليم فقط، دون أن يتوفر على مقومات ذلك، من مستشفى إقليمي ومنطقة صناعية وباقي مؤسسات الدولة الأخرى، ودعا ساكنة الإقليم الى وضع اليد في اليد قصد انتزاع حق الإقليم من برامج الحكومة، وأضاف أن الاختصاصات الواسعة التي منحها الدستور الجديد للمجتمع المدني يجب أن لا تظل حبرا على ورق، و" نرتكن الى الزاوية في انتظار ما يأتي أو لا يأتي"، يقول البركاني، وطالب ساكنة الدريوش بموافاته بكل المشاكل والخصاص الذي تعانيه المنطقة، ولكنه ألح على الحضور بأن تكون تلك المطالب على شكل ملفات مدروسة وعدم الاقتصار على المراسلات الشفهية. وشدد في مداخلته على أن الحكومة تمتلك من القوة والعزيمة، والصدق والأمانة ما يجعل عملها جديرا بدعم المواطنين، على اعتبار أن الاصلاح موضوعه الرئيسي هو المواطن نفسه، لذا آن الأوان لتظافر جهود الجميع للوقوف الى جانب هذه الحكومة التي جاءت من عمق الشعب ومن أجله، واستدل على ذلك بالقرارات الجريئة وغير المسندة على حسابات سياسوية التي اتخذتها الحكومة، من قبيل الزيادة في سعر المحروقات، مضيفا بأن هذا القرار، وعكس ما يروج، سيوفر للدولة سيولة نقدية كبيرة 5 ملايير درهم خلال الستة اشهر القادمة ستستثمرها الحكومة في دعم الصناديق الاجتماعية التي تقدم مساعدات مباشرة للفئات المحتاجة، وبالتالي ضمان ان يذهب الدعم مباشرة الى الجهات التي تستحقها، مشددا أن تأثير الزيادة على الجانب الاجتماعي للمواطنين سيكون بسيطا للغاية في الوقت الراهن، لكن خيرها سيكون عمينا على الفقراء مستقبلا. الاستاذة عزيزة القندوسي ركزت في مداخلتها على ان الحزب تأسس على مرجعية إسلامية، ويستقي برنامجه من الاخلاق الاسلامية التي تحث على العمل والمثابرة، وهي الاخلاق التي تحث على محاربة الفساد بكل اشكاله، ودعت ساكنة الاقليم الى الاهتداء بهذه الاخلاق الحميدة لتظافر الجهود من اجل كسر شوكة بعبع الفساد الذي لازالت له جيوب مقاومة وابواق تنادي بتكريسه تحت غطاء معارضة الحكومة، بالرغم من ان الاخيرة وضعت نصب اعينها القضاء على هذه الافة التي نخرت جسد الامة واقتصاد البلاد لعقود من الزمان، بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة. واضافت ان الشعب المغربي قال كلمته في الانتخابات التشريعية، وهو مطالب اليوم ان يقول كلمته من خلال انخراطه المباشر في العمل السياسي، نزولا عند الاختصاصات التي منحها له الدستور الجديد كسلطة اقتراحية فيما يتصل بالقرارات المرتبطة بتدبير شؤونه، اعمالا لمبدأ العمل التشاركي الذي تتبناه الحكومة والمتأصل في الدستور الجديد الذي صادق عليه الشعب المغربي. وقالت ايضا ان قافلة برلمانيات العدالة والتنمية جئن لدعم نساء الريف وحثهن على الانخراط في العمل العمومي، دفاعا عن مصالح المنطقة التي تكتسي اهمية كبرى في خريطة وباقي اقليم المغرب الاخرى، متوقعة ان تعطي المراة الريفية الشئ الكثير للمنطقة. رضوان الزايدي بدوره قال ان الهدف من هذه الزيارة هو التواصل البناء مع القاعدة والاستماع الى مشاكل المواطنين اينما وجدوا، وثمن مجهودات البركاني التي يبذلها لخدمة منطقة الريف، غير انه اضاف بان مجموعة برلمانيي الحزب يشكلون كتلة واحدة للدفاع عن مصالح كافة جهات ومناطق الوطن. وقال ايضا ان الشعب المغربي جرب مختلف الاطياف السياسية، واحتكم الى العقل في ظل جو تطبعه الديموقراطية فاختار حزب العدالة والتنمية، مشددا على ان الحكومة لن تتخلى عن الشعب ابدا لاعتبارات سياسوية محضة، وان هدفها الاساسي هو اعادة الاعتبار للمواطن مهما كان الثمن. ابنة ميضار والنائبة عن الحسيمة، سعاد شيحي، قالت ان اقاليم الناظور والدريوش والحسيمة تشكل كتلة تاريخية واحدة غير قابلة للانفصال، لذا فالعمل حسبها يجب ان يتركز في هذا الاطار بالذات، خصوصا تقول شيخي ان الارادة موجودة، لكنها غير كافية بل يتعين تكاثف الجهود من اجل العمل الميداني والمثابرة لترجمة هذه الارادة على ارض الواقع، واضافت ان هناك مفسدين يريدون الركوب على مشاكل الريف لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة، وانه آن الاوان للتصدي لهم ونأي المنطقة عن المخاطر التي تأتي منهم، واضافت ان ابناء الريف الشرفاء مطالبين اكثر من أي وقت مضى بأخذ مشعل الاصلاح والدفاع على الريف، داعية المرأة الريفية للاضطلاع بدورها الحقيقي والمعروف عنها تاريخيا خلال حرب الريف نصرة لهذه المنطقة. حكيمة فصلي قالت ان حزب العدالة و التنمية صالح المواطنين مع السياسة، مستدلة على ذلك بالمشاركة المكثفة في الانتخابات التشريعية الاخيرة، وبحجم متابعة خطابات السيد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران الذي حطمت خلالها القنوات التلفزية كل الارقام القياسية في نسب المشاهدة 4 ملايين مواطن شاهد التصريح الاخير لبنكيران وعرجت بعد ذلك على اهم محطات صياغة قانون مالية 2012 والمقتضيات التي جاء بها، والتي تهم انزال التصريح الحكومي على ارض الواقع، وقالت بهذا الخصوص ان قانون المالية جاء في سياقات متباينة لم تسمح بفعل ضيق الوقت من اصدار قانون مالي من بدايته، وقامت الحكومة بملاءمة مشروع القانون القديم وفق توجهاتها الجديدة وخصوصا تركيزها على تحسين الجانب الاجتماعي للمواطنين . ودعت بالمناسبة ساكنة الدريوش وفي مقدمتها المرأة الدريوشية الى الانخراط في تدبير الشأن العام بكثافة، وقالت ان قافلة برلمانيات العدالة والتنمية جاءت الى الدريوش من اجل تشجيع المرأة على الوقوف الى جانب الرجل لحمل هموم المصلحة العامة التنموية على الخصوص. وبعد فتح باب المداخلات ركزت تساؤلات الحضور حول التهميش الذي طال الاقليم منذ تأسيسه، وغياب المستشفى الاقليمي وباقي مؤسسات الدولة الأخرى، كما تقدم المواطنون بشكاويهم بخصوص غياب العدالة في جبر ضرر ضحايا فيضانات الدريوش المدمرة، بالإضافة الى طرح مشكل تطهير السائل والنفايات التي يتم الالقاء بها في الوادي، وطالب المتدخلون ايضا بإحداث نواة جامعية بالإقليم، وتوفير الموارد البشرية والتجهيزات الضرورية للمركز الصحي، وغيرها من التساؤلات التي طالبت السيدات البرلمانيات بمدهن بملفات بشأنها من اجل تبليغها الى الوزارات المعنية. وبعد ذلك قام الوفد البرلماني بزيارة لدار الطالبة حيث استمعن لشروحات حول سير العمل بها ودخلن في مناقشات مع نزيلات الدار، وتفقدن تجهيزاتها. واستكمالا لأنشطة القافلة االبرلمانية عقدت السيدات البرلمانيات لقاء تواصليا مع الفعاليات النسائية بالناظور وذلك بدار الام وسط حضور نسائي وازن.