قام السيد عبد اللطيف معزور، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، من 30 مارس إلى 4 أبريل الحالي، بزيارة عمل إلى فرنسا وبلجيكا تشمل الدوائر القنصلية بكل من أورلي وليل وبروكسيل. ورغم أن الزيارة التي قام بها السيد الوزير للعاصمة البلجيكية لم تكن ضمن جدول الأعمال المقررة سابقا، حيث أن الزيارة كانت مخصصة فقط للديار الفرنسية بحكم القرب الجغرافي والاستراتيجي ونظرا للمكانة القيمة للجالية ببلجيكا، وبما أن حالة الجالية هناك تعيش ظروفا جد استثنائية بأثرها، قام السيد الوزير كذالك بزيارة استثنائية من أجل التواصل والتقرب من الجالية المغربية بقدر سواسية مع نظيرتها في باقي أنحاء العالم. وتندرج هذه الزيارة ضمن اللقاءات التواصلية المنتظمة مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للإطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير لخدمة الجالية لقضاياها ورعاية لمصالحها، وجاء في لقاء السيد الوزير بالفعاليات الجمعوية المغربية ببلجيكا بمقر القنصلية العامة بالعاصمة بروكسيل. وقد افتتح السيد القنصل العام لبروكسيل عمر كنعان، الجلسة بخطاب قيم فيه مجهودات المملكة والرعاية السامية لجلالة الملك لرعاياه من الجالية المقيمة بالخارج، وبعدها تسلم السيد السفير سمير الدهر الكلمة لتوضيح بعض الأمور التي يحومها بعض الغموض بما يتعلق بغيابه في الساحة لأسباب دبلوماسية التي تتعلق في عمله الوظيفي الذي يحثه على خدمة الوطن والمواطنين من الجالية المغربية التي يتبع كل كبيرة وصغيرة كما أمره جلالة الملك يوم تسليمه الاعتماد الدبلوماسي . بعدها تسلم السيد عبد اللطيف معزوز، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، شكر فيها الحضور بكل تواضع عن تلبية الدعوة وتطرق بكل تلقائية وصراحة عن تفاجئه بالعدد المهم من مسئولين ومن رؤساء الهيئات والجمعيات والحماس الواضح والاهتمام البالغ في التواصل من أجل خدمة الوطن وروح المواطنة. ونبه السيد الوزير على أن البرنامج الكامل للوزارة لم ينته بعد بشكل دقيق بحيث أنه في طور الإنجاز تحت الدراسات والترتيبات الأخيرة قبل عرضه بشكل نهائي في أواخر هذا الشهر الجاري أو في الشهر المقبل في أبعد تقدير، وتشمل الزيارة الترتيبات الأخيرة للبرنامج من أجل تدوين أفكار جديدة واقتراحات بناءة من أجل برنامج ناجح. ولخص السيد الوزير البرنامج في مداخلته في خمس نقاط ، تمثلت في تحسين الخدمات الإدارية والهيئات والقنصليات والسفارات، العمل والتعاون مع الجمعيات في المجال التواصلي والتكويني، وكذا توضيح المهام للجالية فيما يتعلق بمؤسسات الدولة، ثم المشاركة التنموية للجالية فيما يتعلق بميدان الاستثمار حتى يحظى المغاربة بالأولوية، إضافة الى إنشاء مراكز مغربية بتسيير مغربي من أجل التنسيق بين الجالية والإدارة. وتطرق الوزير كذالك لموضوع الهوية والاندماج والإشكالية ما بينهما والبحث عن حلول أكثر فائدة ونوه كذلك بتشجيع الابتكار من أجل أفكار جديدة لترجع بالنفع للجالية والمملكة وجدد السيد الوزير عن موضوع الاستثمار، وأكد على أنه أولوية للمغاربة قبل الأجانب لرد الاعتبار للمواطن المغربي وتشجيعه بالنهوض باقتصاد المملكة عبر إنشاء الشباك الواحد على الصعيد الجهوي في كل أرجاء المملكة وفتح مكاتب بالخارج لتسهيل الإجراءات الإدارية من الخارج. وجاء كذلك في مداخلته القيمة والتي حملت الجديد للجالية على المساهمة في تعزيز العلاقات الدولية بين دول الإقامة والمغرب الوطن الأصلي، من أجل حماية المغاربة لحقوقهم الشرعية التي يضمنها لهم الدستور وإمكانية المشاركة السياسية في الانتخابات التشريعية لتطبيق مقتضيات الدستور الجديد. واختتم السيد الوزير المنتدب مداخلته، التي حملت معها نوعا من التغيير الملموس في نظر الجالية بخطى تابثة وواقعية وأقرب للمنطق، والذي تنتظره الجالية المغربية المقيمة بالخارج عامة والبلجيكية خاصة في نوع من التفاؤل لمستقبل الجالية تحت حماية وطن. الحاضرون وخلال مداخلتهم تطرقوا للمشاكل العويصة التي تتخبط فيها الجالية المغربية منها مشاكل الزواج والطلاق والنفقة وحقوق المرأة المغربية ومنها كذلك مشاكل التغطية الصحية للجالية بالمغرب والمطالبة بالسكن الاجتماعي الموجه للجالية ومشكل الهجرة السرية وصورة الجالية التي تتعرض للعنصرية والمطالبة بالتمثيلية البرلمانية والحماية الدبلوماسية وقضية وحدة التراب الوطني الذي يتعرض لكل أنواع العداء من طرف أعداء الوطن. وتميز الوزير بواسع الخاطر والصبر الطويل إلى ساعات متأخرة من الليل إلى أن أتمم الحضور كل مداخلاته التي تتعلق بمعاناته دون استثناء ما جعل الوزير يحظى باحترام الجميع في ظروف هادئة بكل تواضع وتفاءل في أوساط الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا ليكسب الثقة والدعم من أجل إنجاح البرنامج المرتقب لوزارة الهجرة والجالية لخدمة المواطنين والوطن.