أعلن من لدن أسرة الصحفي العراقي المُعتقل مُنتظر الزيدي ومُحاميه أنّ السلطات العراقية قد أكّدت رسميا أنّ يومه الثلاثاء هو موعد الإفراج عن صحفي البغدادية الذي ألقى حذاءه صوب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن غداة ندوة صحفية عُقدت بالعاصمة بغداد قُبيل نهاية ولايته الثانية على رأس البيت الأبيض، حيث كان من المفروض أن يتمّ الإفراج يوم الاثنين قبل أن يتمّ تأجيله دون تقديم توضيحات. وأشارت أسرة الزيدي أنّ عيد الفطر لهذه السّنة سيكون بعيدين بعد الإفراج المُرتقب عن ابنها مُنتظر المحكوم بثلاث سنوات سجنا نافذا تمّ خَفْظُها استئنافا إلى سنة واحدة قبل أن يتمّ الاكتفاء بثلاث أرباع المُدّة ل "حُسن السُّلوك" أثناء فترة قضاء العقوبة بالسّجن، ما سيجعل يوم الثلاثاء أوّل أيّام منتظر ببيت الأسرة بمدينة الصدر الواقعة بضواحي العاصمة بعد حادث الحذاء. وتمّ التأكيد على أنّ الأسرة قد تلقّت عروضا بهدايا وأخرى على شاكلة طلبات زواج من العالم بأسره، وأكّد ميسم الزيدي، أخ منتظر، عن وجود عرضين من المملكة المغربية، أحدهما من عراقي مُقيم بها يعرض ابنته كزوجة لصحفي البغدادية كعربون "امتنان لحذفه الرئيس الأمريكي بالحذاء نيابة عن كافّة العراقيين الشرفاء" في حين امتدّ العرض الثاني إلى طلب قبول حصان عربي أصيل بسرج من ذهب كهديّة من أحد المواطنين المغاربة. وامتدّت الهدايا، حسب ما ورد على لسان الأسرة وما تمّ تداوله على لسان الإعلام الدّولي إلى أوسمة وأموال ومنازل ووظائف إعلامية ومناصب سياسية، ومن بينها إصرار "ملك ملوك إفريقيا" العقيد الليبي توشيح صحفي البغدادية المفرج عنه بأعلى وسام للجماهيرية العُظمى، زيادة على عشر ملايين دولار من غني سعودي، وبيت فخم من أحد المُقاولين العراقيين، ومناصب إعلامية وسياسية بأجر عالٍ لم يُكشف بعد عن المُقدّمين لها، إلى جانب عروض أخرى قيّمة تحتفي بما اعتُبر "نخوة" و"بطولة" و"انتقام للأمّة العربية والإسلامية" من الأفعال الإجرامية للإدارة الأمريكية. وأخذت عدد من الشوارع وواجهات البيوت البغدادية في الاستعداد للتعبير عن غبطة ساكنيها بمُناسبة الإفراج عن عراقي روِّج له بكونه بطلا قوميا، حيث زُيّنت واجهات المباني بالأعلام الوطنية والصور الشخصية لمُنتظر الزيدي، إلى جانب خروج أعداد من العراقيين إلى الشوارع للتعبير عن فرحهم بنبأ الإفراج قُبيل انقضاء المُدّة المحكوم بها، وهو ما حرى بأخ مُنتظر إلى الطلب من مناصري الزيدي باتّخاذ الحيطة وعدم الاحتشاد أمام المؤسّسة الإصلاحية ولا بمطار مدينة الصدر للقاء صحفي البغدادية تجنّبا لأي أعمال تخريبية تستهدف التجمّعات الغفيرة. وقد كان مُنتظر الزيدي المُزداد أواسط نونبر من سنة 1979، والمُشتغل مُراسلا لقناة البغدادية العراقية مُركّزا على ملفّات الثكلى والأرامل والأيتام غداة الحرب العراق، قد خطف الأضواء العالمية بإلقاء فردتي حذائه على الرئيس الأمريكي السابق ضمن ندوة صحفية احتضنتها بغداد في الرابع عشر من شتنبر 2008 خلال رابع زيارات جورج بوش الابن للعراق، حيث أخطأت فردته الأولى التي ألقاها قائلا: "هذه قبلة الوداع يا كلب" رأس كبير الأمريكيين، في حين أصابت فردته الثّانية العلم الأمريكي والزيدي يردّد: "هذه من الأرامل والأيتام".