إن تاريخ المقاومة الريفية يحتاج الكثير من البحث وتقصي الحقائق ليس في الكتب والأبحاث المتواجدة بين أيدينا فقط بل يجب ان يكون البحث ميدانيا؛ فهناك عائلات المجاهدين، أعيان قبائل، و شيوخ دواوير بالريف بصفة عامة وبقبيلة تمسمان بصفة خاصة، لكونها قلب حرب الريف ،يملكون معطيات جد مهمة حول حرب الريف بعضها شفوية تناقلت بين الأحفاد وأخرى مكتوبة باليد كانت مشاريع لمذكرات عن الحرب لم يكتب لها النجاح للخروج للعموم لأسباب مادية أو عائلية ،وكذلك العراقيل التي صادفتهم في الطبع والنشر. فالتاريخ المتواجد بين أيدينا كُتب إعتمادا على مراجع أجنبية خاصةً الأرشيف الفرنسي و الإسباني والانجليزي وعلى بعض المذكرات لمشاركين في الحرب ولكنهم خارج دائرة الصراع و مكان وقوع المعارك في بداية المقاومة. هذه المراجع رغم كونها تحمل معطيات شبه صحيحة في ما يتعلق بالعدو حيث دون نكساته وهزائمه ؛ قتلاه وخسائره المادية بكل دقة ،و لكن لم يدون إلا جزء بسيط من الحقائق عن المقاومة الريفية ،فما نملكه من معطيات جد بسيطة على ما حدث داخل معسكر المقاومة ؛ولا نملك معطيات دقيقة على عدد القتلى وعن هويتهم ولا الذين ساهموا بتضحياتهم في نجاح المقاومة. وفي السعي المتواصل لفض الغبار ولو قليلا عن التاريخ الذي لم يدون الجزء الكبير منه،توصلت بمعطيات تمثل كنزا ثمينا بالنسبة لي ولكل باحث في تاريخ المقاومة الريفية والإطلاع عليها جعلني أعيش أحداث ادهار اوبران التي وقعت في بداية القرن التاسع عشر (1/6/1921 ) بزاوية أخرى عكس ما إطلعت عليه سابقا في الكتب التي تحدثت عن ذلك .