عاشت بلدة قاسيطة التابعة لإقليم الدريوش وسط الريف على وقع احتجاجات غاضبة يوم الجمعة 14 اكتوبر الجاري، حيث تم شل الحركة الاقتصادية بشكل نهائي وتنظيم اعتصام حاشد في ملتقى الطرق وسط البلدة مصحوب بمهرجان خطابي ابتدأ على الساعة الثالثة زوالا، وقد ظل المحتجون يرددون شعارات ساخطة على الوضع والمطالبة بتغييره لمدة تزيد عن أربع ساعات. وفي كلمة ألقاها منسق "اللجنة الموحدة لمتابعة الشأن المحلي بقاسيطة وأزلاف " قال بأن ساكنة قاسيطة بكل فئاتها من خلال مشاركتها في الإضراب قد قدمت إشارة واضحة للدولة ومسؤوليها على أن زمن الرهان على إيهام الشعب بالشعارات والخطابات والوعود قد ولى، ولا بديل عن تغيير الوضع تغييرا حقيقيا يستجيب لتطلعاتهم، واعتبر بأن احتجاجات ساكنة قاسيطة والمناطق المجاورة لها ليست ترويحا عن النفس أو مجرد ريح عابرة، بل هي شرارة ستلهب كل من يساهم في تكريس واقع الفساد والاضطهاد الممارس في حق ساكنة المنطقة إن لم يتم رفع التهميش الذي تعيشه، ودعى الجميع إلى مواصلة الاحتجاجات وخوض حملة جماهيرية لمقاطعة الانتخابات المقبلة ما دامت الدولة تصر على تجاهل المطالب الأساسية للشعب المغربي. وقد حضر أعضاء عن لجنة تتبع الشأن المحلي بميضار، ولجنة أزلاف، ولجنة تفرسيت، وحركة 20 فبراير لبني بوعياش وأعضاء عن السكرتارية الإقليمية لفروع التنسيق الإقليمي بالحسيمة، وتناوبوا جميعهم على إلقاء كلمات تضامنية مع ساكنة قاسيطة، داعية إلى المزيد من التنسيق في الاحتجاج وتشكيل جبهة نضالية بالريف تؤسس لتغيير شامل يحقق آمال ورغبات الساكنة. ومباشرة بعد الانتهاء من المهرجان الخطابي ورفع الشكل الاحتجاجي غادر عبد الحليم البقالي عضو حركة 20 فبراير ببني بوعياش ورئيس فرع المعطلين بنفس المدينة نحو مسقط رأسه بني بوعياش في حافلة نقل المسافرين على الساعة الثامنة ليلا وتم اعتقاله في مدخل المدينة نحو مكان مجهول، حسب ما أفاد به عضو السكرتارية الإقليمية الذي كان مرافقا له، ومباشرة بعد توصل مناضلي فرع المعطلين بقاسيطة وشباب لجنة متابعة الشأن المحلي بالمنطقة بهذا الخبر نظموا اعتصاما أمام مقر الدرك الملكي للمطالبة بإطلاق سراحه، ومن المنتظر أن يتم خوض احتجاجات موحدة في عدد من المناطق بالريف هذا اليوم (السبت) للمطالبة بالكشف عن مصير عبد الحليم البقالي الذي ما زال مجهولا الى حدود الساعة وكذا إطلاق سراحه.