التاسع من شتنبر الماضي كان موعد حلول جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بمدينة الناظور في زيارة ملكية ميمونة أشرف فيها جلالته على تدشين وإعطاء انطلاقة أشغال العديد من المشاريع التنموية بالإقليم، وكانت هاته الزيارة الملكية مناسبة لاقتراب جلالته من رعاياه الأوفياء بالمنطقة وتجديد الولاء له ومباركة جميع الخطوات التنموية التي ينهجها الإقليم تحت الرؤية الرشيدة لعاهل البلاد. وكانت بداية النشاط الملكي بالناظور خلال الأسبوع، هو إشراف جلالة الملك يوم الجمعة 9 شتنبر الماضي على تدشين فضاء للمرأة والطفل بمسمى "دار الأم للتربية والتكوين"، والذي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي إجمالي قدره 5.8 مليون درهم، ويعتبر هذا المشروع التنموي ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والعصبة المغربية لحماية الطفولة، وتضم هاته المنشأة التي تم تشييدها على مساحة مغطاة بلغت 1350 متر مربع، قاعات للدراسة وورشات للتكوين وقاعة لمحاربة الأمية وقاعة متعددة الاستعمالات ومقرا للهلال الأحمر المغربي وكذا مرافق إدارية وصحية. مركز فرخانة بالجماعة الحضرية بني انصار (إقليمالناظور)، عرف إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله على تدشين مركز سوسيو تربوي متعدد التخصصات، والذي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي يفوق عشرة ملايين درهم، وبعد أن أزاح جلالته الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي قام بجولة عبر مختلف مرافق هذه المنشأة الاجتماعية التي سيستفيد منها أزيد من 500 شخص في إطار البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بالمساهمة في النهوض بالتنشيط الثقافي والرياضي على مستوى الإقليم وتشجيع النساء المستفيدات على إبراز مهاراتهن واندماجهن. ويجسد هذا المشروع الاجتماعي حرص جلالة الملك على رعاية الفئات الاجتماعية في وضعية الهشاشة خصوصا الشباب والنساء. بعد ذلك وفي نفس اليوم (السبت 10 شتنبر الماضي)، أشرف عاهل البلاد على تدشين مركز الأمل السوسيو تربوي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والذي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي بلغ 3.2 مليون درهم، وستمكن هاته المؤسسة الأطفال المستفيدين من ولوج نظام التربية والتكوين، وسيستقبل هذا المركز الأطفال المعاقين ذهنيا أو الذين يعانون صعوبات في السمع أو الحركة، قصد تمكينهم من الاندماج في منظومة التربية والتكوين، في حين يؤكد هذا المشروع العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. مركب للتكوين بالتدرج في حرف الصناعة التقليدية كان هو الآخر على موعد مع إشراف جلالة الملك محمد السادس على تدشينه، هاته المعلمة التي ستهتم بالتأهيل المهني والتأطير الملائم للطبيعة الاجتماعية والاقتصادية لقطاع الصناعة التقليدية، تم إحداثه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي إجمالي قدر ب 22.1 مليون درهم. ويسعى المركب الى تمكين الشباب من تأهيل مهني ملائم في مجال الصناعة التقليدية وتأطير الصناع التقليديين بالإقليم في أفق تمكينهم من تحسين وتنويع مدخولهم وتثمين منتوجاتهم، ويضم المركب الذي قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافقه، ورشات للتكوين في حرف الفخار والزليج التقليدي والنحت على الحجر والزرابي والمفروشات، والحياكة والنقش على الزجاج والحدادة الفنية، بالإضافة الى قاعات للعرض ومحلات تجارية مخصصة للصناع التقليديين وخزانة للكتب وقاعة للمعلوميات ومختبر ومرافق إدارية وقاعة للاجتماعات. الإثنين 12 من شتنبر الماضي كان حدثا مهما في تاريخ الزيارات الملكية الميمونة لإقليمالناظور، حيث ولأول مرة يترأس جلالة الملك بالناظور مراسم انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2011 – 2012 بمدرسة الجاحظ، وبذات المناسبة أعطى جلالته الانطلاقة للمبادرة الملكية "مليون محفظة" والتي استفاد منها هذه السنة أزيد من 4 ملايين تلميذ وتلميذة، وقد اطلع جلالته على ظروف انطلاق الموسم الدراسي الجديد، حيث قدمت له معطيات معززة بالأرقام حول تطور الأعداد الإجمالية للتلاميذ بالمؤسسات التعليمية، ويقدر الغلاف المالي الذي تمت تعبئته لتمويل عملية "مليون محفظة" خلال السنة الجارية ب 323 مليون درهم. اليوم من الزيارة الملكية عرف اطلاع جلالة الملك محمد السادس بالجماعة الحضرية سلوان (إقليمالناظور) على مشروع بناء ثلاث قاعات رياضية مغطاة بكل من سلوان وأزغنغان والعروي بكلفة إجمالية تبلغ 36 مليون درهم، وتسعى هاته المشاريع الجديد الى تعزيز السياسة العامة الرامية الى تطوير البنيات التحتية الرياضية بالمنطقة، وسيتم تشييد القاعة الرياضية المغطاة بأزغنغان على مساحة 2820 متر مربع بتكلفة إجمالية بلغت 11 مليون درهم، فيما سيتم تشييد قاعة العروي على مساحة 1707 متر مربع وبكلفة مالية تصل الى 10.97 مليون درهم، وقاعة سلوان على مساحة 2700 متر مربع وغلاف مالي يبلغ 14.97 مليون درهم. وتندرج هذه المشاريع الرياضية والتي سيتم إنجازها في إطار شراكة بين المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة والجماعات المعنية. بعد ذلك أشرف عاهل البلاد حفظه الله بالجماعة الحضرية أزغنغان (إقليمالناظور) على تدشين مركب سوسيو تربوي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكلفة إجمالية تبلغ 7.6 مليون درهم، وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالته بجولة عبر مختلف مرافق هذه المنشأة الاجتماعية والتربوية التي تضم فضاء للشباب ومدرجا وفضاء للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وورشات للتكوين ومحاربة الأمية وحضانة وقاعة متعددة الوسائط وخزانة للكتب، وسيستفيد من هذا المشروع 500 شخص في إطار البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. الخميس 15 شتنبر الماضي، أشرف فيه جلالة الملك حفظه الله بالناظور على وضع الحجر الأساس لبناء مركز لطب الإدمان ستنجزه مؤسسة محمد الخامس للتضامن باستثمارات إجمالية تبلغ 5 ملايين درهم، وسيشكل هذا الفضاء الذي يعد السادس من نوعه على الصعيد الوطني، مجالا للتحسيس والوقاية وإعادة الإدماج الاجتماعي للأشخاص المستهدفين، وستشمل أنشطة المركز الجديد، التكفل الطبي والاجتماعي بالأشخاص ضحايا الإدمان والتحسيس والوقاية من مخاطر تعاطي المخدرات وإشراك الأسر في مختلف الأنشطة الخاصة بالوقاية. وقد أشرف جلالته في ذات اليوم على تدشين "مركز الخير لإدماج الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية"، والذي تم بناؤه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوعاء مالي قدر بحوالي 7.31 مليون درهم، وقد اطلع جلالته على المعطيات الخاصة بتشييد مركز لتأهيل وإدماج المرأة وآخر سوسيو تربوي بالجماعة القروية أركمان بكلفة تفوق 7.5 مليون درهم، ويعد مركز إدماج الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية (المصابون بالتثلث الصبغي 21) ثمرة شراكة بين كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي للناظور ومندوبية التعاون الوطني وجمعية "شباب الخير للتنمية الاجتماعية"، ويهدف المركز الى إدماج الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية في منظومة التربية والتكوين وتشجيع تمدرسهم. أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أدى صلاة الجمعة بمسجد محمد الخامس بمدينة الناظور، الذي دشنه بالمناسبة، بعد ذلك أشرف جلالته على وضع الحجر الأساس لبناء مركب ديني وثقافي وإداري تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سيتم إنجازه بغلاف مالي يناهز 80 مليون درهم، ويضم هذا المركب الديني مسجدا كبيرا ومقرات المجلس العلمي المحلي والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية ونظارة الأوقاف، ويأتي هذا المشروع تنفيذا للتعليمات الملكية السامية ببناء مركبات متكاملة تشكل مراكز إشعاع ديني وثقافي. الجزء الثاني من هذا التقرير الشامل للزيارة الملكية سنسلط الضوء فيه حول أهم المشاريع والأوراش التي دشنها أو أعطى انطلاقتها جلالة الملك خلال الأسبوع الثاني من الزيارة الملكية، والتي سبقها توقف هاته الزيارة الميمونة لإقليمالناظور نظرا لارتباطات والتزامات مهمة لعاهل البلاد، كان أهمها ترأس جلالته للدخول المدرسي الأول لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وكذا إعطاؤه لانطلاقة مشروع القطار السريع الرابط بين طنجة والدار البيضاء (إل جي في) بمعية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود.