ثلاث سنوات قاربت على الانتهاء منذ أن أطل الموقع الالكتروني ناظور 24 على جمهوره كتجربة قوية رائدة ومتميزة، ومنذ اليوم الأول قطع موقع ناظور 24 على نفسه وعدا بأن يكون منبرا اعلاميا مستقلا و تجربة رائدة في المغرب عموما و في الريف على الخصوص شعاره نقل الخبر بكل موضوعية وحيادية ، ولعل كلمتي الإعلام والاستقلالية من الأضداد التي لا تجتمع، فالإعلام الرسمي كان قد أفسد صورة الصحافة في أذهان الناس، وحوّل الإعلامي إلى أداة طيعة في أيدي السلطات و الاجهزة، في خضم هذه الظروف جاء موقعنا ناظور 24 و معه عدد قليل من المواقع التي تقدس الخبر و تحترم ذكاء قرائها لسد الخصاص المهول في الساحة المحلية و الوطنية ومرت الأيام فبدأ هذا الكائن الاعلامي يكبر و يترعرع بين ايدينا يوما بعد يوم ، فايقن قراؤنا الاعزاء ان موقعهم ناظور 24 صوت حر يصدع في سماء الريف و ان الاخبار التي ينقلها تنتمي إلى عالمهم هم، ليست وافدة مما وراء البحار، ولا حاملة لأية أجندة سياسية أو حزبية أو أيديولوجية، و ان الخط التحريري للموقع يتسع للجميع و يؤمن بمنح الجميع صوتا، حتى أولئك الذين لا يتوانون برمينا بالاشاعات المغرضة
اذا كان موقع ناظور 24 مرجعا اخباريا في منطقة الريف فالفضل يعود الى الطاقم الذي يسهر على البحث عن الخبر و تنقيحه ثم نشره فالشكر كل الشكر لكافة الزملاء الصحافيين و التقنيين والمصورين الذين يسهرون على نقل الخبر في مختلف مراحله حتى يصبح بين يدي قرائنا الاعزاء.
وعلى المستوى الشخصي أكمل ثلاث سنوات في هذه المقاولة الصحفية، بعدما عملت قريبا من الناس مراسلا صحفيا كل همه هو ان يقرب المسافات و يضع القارئ الكريم في صلب الحدث، وانزرع في وعيي منذ تلك الأيام أن الصحافة الحرة الحقة هي تلك التي تضع الإنسان في مركز اهتمامها، درس تعلمته ، وهو ما آليت على نفسي أن أحافظ عليه في السنوات الثلاث الماضية: فناظور 24 كانت بحق مدرسة تعلمت فيها الكثير .
ولأن ناظور 24 قوية بمنهجها،و بخطها التحريري ، محروسة بوعي قرائها، لا تتغير بتغير موظف ولا صحفي، ولأن ثلاثة أعوام من العمل كافية لتقديم ما لدى الصحفي من عطاء، وأن مصلحة المؤسسات كما هي مصالح الدول، تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لأفكار مبدعة، فانا احس الان اني استنفذت كل ما لدي من مجهودات و افكار في سبيل الرقي بهذا الموقع الالكتروني الى مصاف المواقع التي تلقى اقبالا مهما من طرف القراء ،و هذا ما تحقق منه جزء كبير بفضل الله و بتظافر جهود كل الساهرين على ناظور 24 كل من موقعه ،لذا كان لزاما علي ان اتحلى بالشجاعة الادبية لأسلم المشعل لاصدقاء جدد لضخ دماء جديدة في الموقع.
انا واثق ان الاخوة المسؤولين عن ادارة الموقع سيتفهمون هذه الخطوة التي اقدمت عليها ،نظرا لما عهدناه منهم من تجاوب و تفهم حتى في احلك الظروف.
، فها أنا ذا اليوم كلي امل ان أمضي من موقعي إلى ميدان آخر جديد، أستلهم فيه روح ناظور 24 ورؤيته، وأنقل ما تحصل لي من تجربة وخبرة، مستمرا في الدفاع عن الإعلام الحر النزيه، منافحا عن أخلاق المهنة وميثاقها، معتزا ما حييت ما تعلمته في هذه المدرسة الغالية علينا.
هكذا هي سيرورة الحياة و هكذا هي قوانين الطبيعة فحتى الطيور لا تكاد تستقر على اعشاشها فإذا هي انهت بناءها تغادر الى فضاء ات ارحب طلبا لمزيد من الدفئ و الحرية.