علمت " الجزائر تايمز " من مصادر موثوقة من داخل مخيمات تندوف ، فضلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، أن مخيمات تندوف للصحراويين تعرف حاليا انتشارا واسعا لوباء غريب، لا تعرف ماهيته و لا مصدره، و قد زرع الرعب و الخوف في قلوب اللاجئين نظرا لتفشيه من جهة، وللتكتم الرهيب، على الأمر و المفروض من طرف قيادة البوليساريو من جهة أخرى. وقد علل المصدر، أن هذا التكتم لقيادات البوليساريو ، يأتي بسبب الخوف من دخول المنظمات الصحية الدولية على الخط إن هي علمت بالأمر، الشيء الذي سيجعل الوضعية المزرية الحقوقية و الاجتماعية للمحتجزين، وكذا أعدادهم الحقيقية عرضة للانكشاف من طرف المنتظم الدولي. و في اتصال هاتفي أجري من طرف الجزائر تايمز، مع بعض المواطنين الصحراويين داخل المخيمات، قصد التأكد من الخبر، أخبرنا بأنه فعلا ، هناك وباء تشبه أعراضه ما صار يعرف بأنفالونزا الخنازر مع حكاك جلدي شديد، قد أصاب أعدادا كبيرة من الصحراويين. و لقد اضطرت قيادة البوليساريو، بمساعدة أطباء من الجيش الجزائري إلى إخراج الموبوءين من المخيمات، و عزلهم في شبه معسكر في المخيمات ، خارج تندوف هذا و تجدر الإشارة إلى أن جبهة البوليساريو، وكذا المسئولين الجزائريين صاروا في حيرة من الأمر، بسبب الانتشار السريع للعدوى، و عدم معرفتهم لما ستؤول له الأوضاع داخل المخيمات بسبب الخوف الشديد الذي يتملك السكان. وأكد شهود العيان أن السكان المحتجين حاولوا التوجه نحو قوات بعثة المينورسو المتواجدة بالقرب من المخيمات، إلا أن مسؤولي الأمن الداخلي حاصروهم مانعين إياهم من الالتقاء بهذه البعثة ، أمام عجز قياديي البوليساريو في السيطرة على الوضع واحتواء الموقف، فقد سارعوا إلى طلب تعزيزات من الجيش الجزائري للقيام بهذه المهمة. ويذكر أن قيادات من البوليساريو و على رأسهم محمد عبد العزيز، قد اجتمعوا مع مجموعة من الضباط الجزائريين من أجل اتخاذ القرارات اللازمة و الصارمة لاحتواء الوضع. و لقد تم التشديد، خلال الاجتماع،على فرض الرقابة الصارمة على كل مكونات المجتمع الصحراوي في المخيمات، وخصوصا على أفراد النخبة المثقفة الذين بدأت ترتفع أصواتهم مؤخرا معبرين عن تذمرهم ، منددين بالأوضاع الإنسانية المزرية التي صار يعيشها الصحراويون المحتجزون . كما شدد الاجتماع أيضا، على التصعيد الإعلامي داخل المملكة المغربية، مستعينين باستفزازات بعض العناصر المحسوبة على الجبهة في الداخل, و خاصة في العيون و السمارة، «كمجموعة التامك» الحاملة للجنسية المغربية، التي غادرت المغرب بجواز سفر مغربي، وأجرت لقاءات مع البوليساريو وقيادات ومنظمات جزائرية ، وعادت عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء- والصورة الثانية لأميناتو حيدر -التي قامت بجولة في الولاياتالمتحدة وأوربا ضد المغرب وهي حاملة للجنسية المغربية ولجواز سفر مغربي، ورفضت في مطار مدينة العيون الاعتراف بجنسيتها المغربية ، حتى يتسنى شغل الأنظار الخارجية عن صعوبة الوضع في المخيمات، و الذي زاده الوباء المنتشر تعقيدا كبيرا . * مجلة إلكترونية جزائرية