في خضم حديثي عن تضحيات عدد من رؤساء أنديتنا الرياضية المحلية، ارتأيت هذه المرة أن أتناول اسم "طارق هرواش" الذي يترأس المكتب المسير لفريق الهلال الرياضي الناظوري لكرة القدم النسوية. هذا الاسم أيها الأحبة يعرفه كل متتبعي الشأن الرياضي بإقليمنا.. بل وبكثير من ربوع المملكة ولدى الجالية المغربية المقيمة بأوروبا. شهرة طارق هرواش ليست وليدة الصدفة طبعا.. بل هي مزيج من تاريخ موشح بالعطاء وحاضر حافل بالتضحيات الجسام. وقبل الخوض في مساره الرياضي، أود الإشارة إلى أن ضيفنا هو فاعل جمعوي بالفطرة.. فخدماته الجليلة لفائدة الأطفال ذوي إعاقات مختلفة، ولفائدة الأرامل وغيرهن يشهد بها الجميع. إنه دائما قريب وميال إلى المساعدة وتقديم الخدمات كلما استطاع لذلك سبيلا. أما في المجال الرياضي، فقد كان طارق هرواش لاعبا متميزا في صفوف أبرز فريقين لكرة القدم بالإقليم أي هلال الناظور وفتح الناظور.. ثم إنه تألق كمدرب رفقة عديد أنديتنا التي حققت الإنجازات إلى جواره. ونظرا لمعرفته بدور العمل القاعدي، فقد بادر إلى تأسيس مدرسة كروية رائدة للفئات الصغرى. ومع هذا كله، فإني لا أنكر أن ما دفعني إلى تناول هذا الاسم في هذه الفترة بالذات هو ما أعاينه يوميا من تضحياته الجسام في سبيل تحقيق التألق والإبداع لنادي الهلال الرياضي الناظوري لكرة القدم النسوية.. نعم، إنه مؤسس لبنة كرة القدم بصيغة المؤنث في الناظور والمنطقة.. إنه الشخص الذي استطاع جعل هذا الفريق معروفا ومحبوبا لدى الذكور والإناث.. فريق نشأ صغيرا ليشق طريقه بين الكبار وليتلقى الإشادات من مختلف الفاعلين الرياضيين على المستوى الوطني. إن النتائج الباهرة التي يحققها الهلال النسوي هي ثمرة جهود جبارة وعمل عصامي كبير يقوم به رئيسه طارق هرواش بمعية ثلة من الأصدقاء والمتعاطفين.. إن الأمر خارق للعادة في الحقيقة، فالرجل يبلي البلاء الحسن رغم انعدام الامكانيات المادية ورغم غياب دعم الجهات المسؤولة والمؤسسات الاقتصادية.. هو وحده يجابه الصعوبات ليشرف اسم المدينة ويرفع لواءها عاليا في ربوع البلاد. حان الوقت أيها الأحبة ليتجند الجميع قصد الوقوف إلى جانبه.. فلا يعقل أن يصارع الأمواج وحيدا بينما يقف الآخرون موقف المتفرج.