لاشك أن مجال التعمير يستأثر باهتمام بالغ من لدن كل مجالسنا الجماعية المنتخبة.. ولعل خير دليل على ذلك هو أن نجاح أو فشل أي مجلس جماعي يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى نجاعته في تدبير ملفات العقار والتعمير. ما أستغرب له بشدة أيها الأحبة هو عدم اعتماد مجالسنا المنتخبة على مختلف الدراسات والبحوث التي يقوم بها طلبتنا الجامعيون في هذا المجال. ومثال ذلك في هذا الصدد أنه تحضرني إحدى الرسائل التي تشرفت بحضورها، والتي كانت في موضوع "آليات التعمير العملياتي بين النص القانوني والواقع العملي -دراسة في ضوء القانونين 90-12 و90-25-.. هذه الأطروحة التي أعدها بتركيز كبير و تقدم بها الطالب الصديق يزيد كلابيلي محاولا من خلالها الإحاطة بمختلف الجوانب المتعلقة بالتعمير من خلال استحضار القانونين 25/90 و12/90 في مبادرة هامة باعتبارها تشكل موضوع الساعة في مجال العقار والتعمير. فلماذا لا تستعين جماعاتنا بمثل هذا العمل الجاد والناجع؟؟.. لماذا لا تتخذه مرجعا في سبيل المزيد من المعرفة والإلمام؟؟.. ألا يمكن استشارة أمثال اليزيد كلابيلي من أجل تدبير فعال لقطاع العقار والتعمير؟؟.. أليس من الواجب على مجالسنا أن تعقد اجتماعات واجتماعات مع هؤلاء المتألقين من طلبتنا الجامعيين؟؟... إن التسيير التشاركي للشأن العام المحلي يستوجب أيها الأحبة الجلوس إلى جانب مختلف الفاعلين والمهتمين والباحثين في مجال التعمير.. وإلا، فما الذي تستفيد منه الجماعات المحلية والمنتخبين بإقليمنا مثلا من مجهودات الكلية وتواجدها بحيزنا الترابي مع كل تضحيات واجتهادات الطلبة وما يقدمه دكاترتنا وأساتذتنا الأعزاء من بحوث ودراسات ومناقشات وإضافات قيمة لرسائل طلبتنا الأعزاء ؟؟.. لماذا مثلا لا ينخرط المنتخبون في دورات تكوينية في مجال التعمير او العقار تحت إشراف هؤلاء الطلبة علما وأننا نعرف جيدا النقص الكبير الذي يعانيه عدد من المنتخبين في مجالي التعمير والعقار؟؟... لاشك أن نتاج ذلك أيها الأحبة سيكون إلماما مضاعفا بمختلف إشكاليات القطاع وسبل حلها ومعالجتها بطرق توافق القانون وترضي المواطن. فهل يا ترى ستبادر جماعاتنا ويتسارع منتخبونا إلى ربط الاتصال بطلبتنا النجباء ودكاترتنا الأفاضل لإصلاح هذا المجال الذي يشتكي منه الجميع؟؟...