كعادة الأنهار،تنزل من القمم بإصرار لتسقي السهول،انحدرت فاطمة السعدي من جبال الريف،لتصبح منذ طفولتها ونعومة أفكارها امرأة ممسكة بزمام مسار حياتها، حملت في صدرها كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك،تشق مجراها بصبر وثبات، إذ لم يكن من السهل على يافعة مثلها أن تلتحف أحلامها وتنتعل طوحها،وتتعطر بوعيها الوطني المبكر، وتضرب في الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب. ما يحيرك وأنت في مكتب رئيسة المجلس البلدي للحسيمة ذ فاطمة السعدي هو صعوبة تحديد انشغالات الواقفة أمامك .. إنها الكثرة في الوحدة، والجمع في صيغة المفرد .. فما أن تطمئن إلى إنسانة تضبط، توضب، تفحص تلال الملفات بحس قانونية خبيرة تتجه رأسا إلى المفاصل المحتملة للخطأ، تحث مساعديها على توخي الدقة والتدقيق لأن هذا الميدان لا يقبل الهفوات .. تجد نفسك أمام فاعلة في المجتمع المدني يسكنها هم الطفل، أحلام الشباب وانكسارات المرأة .. وأنت تتابع مبادراتها وإسهاماتها الجمعوية، تفاجئك الفاعلة السياسية التي تروم الارتقاء بالمجتمع المغربي وانخراط الحسيمةفي المشروع .. وبين لحظة وأخرى يثيرك استقبالها لمكالمات من شخصيات نافذة في المركز والمحيط .. تغادر المكتب ولسان حالك يقول ، إن سليمة هي الخيط الناظم للتنوع --- يمكن أن تقرأ الريف في مكتبها المرأة التي انسلت منسحبة من "الكراسي" إلى التمدد في محبتنا لها، تلك المرأة، هي من ملأت حياتها، بلا دوي، بالوقوف هادئة في مواجهة الصخب .. صخب البحر تعارك موجه ليلا ونهارا ... صخب العمل الجمعوي الذي انخرطت فيه إيمانا واختيارا .. صخب المحاكم تصدح فيها بمرافعات قانونية تنم عن كفاءة وحنكة .. صخب السياسة حين عانق حزب الأصالة والمعاصرة حلمها الذي كاد أن تجهضه أحزاب بدون بوصلة .. صخب الكلمات تلطفها إذا شاءت أو تنفثها شرارا ... صخب الأمومة يحولها لحنا يدمع الأحاسيس مرات أو يعلن العطف والحب مرارا. فريدة، وليس أحد غيرها .. الأستاذة فاطمة السعدي.. لا تزاحم أحدا على "مساحة" ولا على "تفاحة" بإرادتها وإصرارها تنسج نسيجها المميز. كعادة الأنهار، تنزل من القمم بإصرار لتسقي السهول، انحدرت فاطمة من جبال الريف لتصبح منذ طفولتها ونعومة أفكارها امرأة ممسكة بزمام مسار حياتها، حملت في صدرها كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك، تشق مجراها بصبر وثبات، إذ لم يكن من السهل على يافعة مثلها أن تلتحف أحلامها وتنتعل طوحها، وتتعطر بوعيها الوطني المبكر، وتضرب في الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب. بسيطة بعزيمة قوية، هادئة بديناميكية مشتعلة، وديعة بنظرة ذكية، حداثية بموروث ثقافي، قائدة بتوجه تشاركي، مغربية بروح وطنية ... أنيقة وفاعلة، لبقة ومتفتحة، جريئة ومثقفة .. روح شفافة وقلب كبير ... قدرة مدهشة في النقاش والإقناع، تواصل عجيب مع المجتمع مع كل فئاته ... تلك هي بعض من السمات التي تؤنث شخصية فاطمة السعدي التي قررت القطع مع دونية الحريم والارتفاع إلى سمو المواطنة، فاطمة التي قررت الثورة على المرأة – الموضوع لتعانق المرأة – الذات، المرأة المنتفضة على المعتاد والمألوف ... تشتعل في صمت وبنجاعة، في هدوء وبفعالية ... حالمة برجلين متجذرتين في الأرض، أرض الجهة الشرقية المعطاء ... مستعدة لتخسر كل شيء إلا كرامتها، مستعدة لتتنازل عن كل شيء إلا الصفة التي تطبعها "ريفية" ... إنها كالنهر يعود إلى نبعه والماء إلى مصبه الطبيعي. تتميز بأنها متعددة المميزات، ولا فرق بين مميزاتها .. إنها تعترض ولا تعارض، تفعل ولا تقول، تواكب ولا تساير ... تنضبط ولا تخضع، ضمير لا يدعي الحكمة، رافضة لا تدعي الثورة، وطنية خام ومواطنة أصيلة، فكان حزب الأصالة والمعاصرة بتميزه وتمايزه، بفاعلين مشهود لهم بالكفاءة الأكاديمية والتجربة السياسية والحنكة الإدارية، بمشروع ديمقراطي حداتي وبرؤية مستقبلية .. إنه فاتحة عهد جديد .. هنا ستجد فاطمة ذاتها، فضاء يسع كينونتها ويفجر طاقاتها اللامحدودة، تصالحت فاطمة مع السياسة وتصالحت السياسة مع فاطمة، وبفضلها تصالحت نخبة الحسيمة مع الممارسة الحزبية، خصوصا النخبة الاقتصادية المواطنة التي اختارت فاطمة رئيسة المجلس البلدي للحسيمة كان اختيار واعد وكما تمكنت فاطمة السعدي ، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة و المعاصرة من انتزاع لرئاسة بلدية الحسيمة ، في أكتوبر الماضي ، في ظروف خاصة . فلم تكن هناك مؤشرات تنبئ بقدوم هذه السيدة الشابة ، إلى رئاسة بلدية ، ظلت طيلة العقود