قدمت المغربية فاطمة محمد قدور، وهي مستشارة من بلدة خينيس، في إقليم إشبيلية، استقالتها من الحزب الشعبي اليميني الإسباني الذي تنتمي إليه، احتجاجا منها على موقف هذا الأخير من الحجاب الإسلامي، وخصوصا بعد تداعيات قضية التلميذة «نجوى الملهى». «لاحظت أن الحزب الشعبي استغلني فقط في الانتخابات بسبب ارتدائي للحجاب»، تقول فاطمة قدور لوسائل الإعلام الإسبانية، مضيفة أنها أحست بنفسها مهمَّشة داخل الحزب اليميني. وقررت قدور الانفصال عن الحزب والانضمام إلى المجموعة المختلطة في بلدية خينيس، بعد تنامي الأصوات المنددة داخل الحزب الذي ترشحت وفازت بمقعد باسمه، بكون ارتداء الحجاب أمرا غير مقبول و«تحقيرا للمرأة»، وهو ما ترفضه فاطمة محمد قدور رفضا قاطعا، إذ هي نفسها ترتدي الحجاب الإسلامي. وكشفت فاطمة عن السياسة الانتهازية للحزب الشعبي، ففي الوقت الذي يشن فيه هجومه على الحجاب، لأغراض انتخابية، وخصوصا في قضية منع التلميذة «نجوى» من متابعة الدراسة، بسبب الحجاب، فإنه لم يكن يتوانى في استغلال وتوظيف فاطمة محمد قدور بحجابها أيضا، لأغراض انتخابية. وحسب المستشارة، فإن «نفس أعضاء الحزب الشعبي الذين يهاجمون حاليا الحجاب بكل قساوة كانوا يحرصون على أن تؤخذ لهم صور إلى جانبي»... وانتقدت فاطمة، البالغة من العمر 45 سنة، التهميش الممنهج الذي مورس عليها في الحزب الشعبي الأندلسي، وخاصة من طرف التيار الحزبي المرتبط بخافيير أريناس، وأكدت أن هذا الأخير لم يستقبلها أبدا، رغم تقديمها طلب لقائه منذ سنتين، كما أنه لم يكلِّف نفسه عناءَ توضيح أسباب استقالة المستشارة داخل الحزب الشعبي على المستوى المحلي والأندلسي والمركزي. وأكدت المغربية فاطمة، وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء، أن «لديها الكثير مما تقوله حول تصرفات سلوكات رفاقها القدامى في الحزب»، وهو ما فسره المراقبون بالأسرار جمال وهبي