تعتبر بحيرة مارشيكا ، من أهم المنجزات المندمجة التي جاءت لتعطي وجها إيكولوجيا ، لإقليمالناظور، هذا الإنجاز الضخم الذي جاء تمرة للزيارة الملكية سنة 2013، التي من خلالها أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، تعليماته السامية من أجل إنقاذ بحيرة مارشيكا ، التي كانت تعتبر آنذاك مطرحا للنفايات بشتى أنواعها لكل الإقليم ... و في هذا الصدد، أخذت وكالة"مارشيكا" على عاتقها إنجاز مشروع بيئي مندمج ليس على مستوى البحيرة فحسب ، بل على صعيد المناطق المجاورة ، الذي ابتدأت من إعادة الهيكلة ، لتستجيب لمتطلبات الوكالة على جميع الأصعدة .. فعلى مستوى النفايات ، أنجزت محطة لمعالجة المياه العادمة ، كما خضعت مياه البحيرة إلى حملات نظافة واسعة و مركزة جعلتها تسترجع حياتها البرية و البحرية ، بعودة الأسماك، و الطيور المهاجرة . إذ أصبحت حاليا تتوفر على فضاء لرياضة "الكولف" بمواصفات عالمية. ناهيك عن المدينة المحدثة بمنطقة "أطاليون" باستثمار يقدر بنحو 2 مليار درهم لتطوير المدينة ، مما أعطى قيمة مضافة لهذا الفضاء الإيكولوجي ، هي من بين سبعة مناطق مندمجة التي سيتم تهيئها : مدينة الشاطئين، المدينةالجديدة للناظور ، خليج طيور النحام، مارشيكا الرياضية ، بساتين مارشيكا ، و قرية الصيادين... ، و يعتبر تصميم قبطانية مدينة الشاطئين، أحد المشاريع الرئيسية للمدن السبعة التي يجري تطويرها حاليا من طرف مارشيكا ميد، وتموينه بشكل حصري بالطاقات المتجددة ... وفي هذا الإطار انعقدت بمقر عمالة إقليمالناظور خلال يوم الخميس 20 نونبر 2014 ، ورشة لتقديم نتائج البعثة العلمية التي قام بها مجموعة من الخبراء المغاربة و الفرنسيين حول بحيرة مارتشيكا خلال الفترة الممتدة من 29 ماي إلى 12 يونيو 2014، استعرض خلالها كاتب عام عمالة الناظور مختلف الانجازات التي تمت حول البحيرة مارشيكا منذ إنشاء الوكالة مارتشيكا ميد، ويتعلق الأمر بفتح الممر المائي ''بوقانة'' بين البحيرة والبحر الأبيض المتوسط وتحويل مطرح نفايات غسل معدن الحديد إلى أكاديمية للكولف وميناء ترفيهي ، و تحويل أحواض محطة معالجة المياه العادمة بحي شعالة إلى أكبر محمية للطيور بالبحر البيض المتوسط ، إضافة إلى بناء محطة جديدة لمعالجة المياه العادمة ببوعرك ، وبناء مطرح للنفايات الصلبة، ووضع حاضنات للأسماك (biohut) بالميناء ،التي تعد أول تجربة علمية بالمغرب وفي البحيرة للمحافظة ورعاية صغار الأسماك... هذه الورشة نظمتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة آثار التصحر وكالة تهيئة وتطوير موقع بحيرة مارتشيكا و المرصد الفرنسي للمجال الساحلي و شواطئ البحيرة ووكالة الماء لمنطقة رون (Rhone) المتوسطية و كورس Corce) ) ، و جاءت لتقييم أشغال البعثة العلمية التي تندرج في إطار برنامج واسع النطاق متعلق بحماية بحيرة الناظور ،الذي أعطيت انطلاقته خلال شهر نونبر 2008 من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، على أساس تنفيذ و إنجاز برامج و خطط مختلفة لحماية الساحل وخلق تنمية مستدامة لهذا الموقع، من خلال الحفاظ على الحياة البرية... و قد اشتغل على هذا المشرع الضخم 22 خبيرا ما مجموعه 170 يوما من أجل : تحديد محتوى المعادن الثقيلة و المبيدات بالمناطق الحساسة داخل البحيرة ، ووضع خرائط لقاع البحيرة ، و الحفاظ على شريط الكثبان للبحيرة، وإنشاء الموائل (hàbitats) الاصطناعية لصغار الأسماك ، وتثمين أحواض الملح بأركمان ...، حيث أن استنتاجات الأشغال ستمكن العلماء من حماية أفضل لهذا المجال الفريد من نوعه بحوض المتوسط من حيث حجمه (1400 هكتار) ووظيفته البيئية وتنوعه البيولوجي... العملية التي تقودها المؤسسة ، من خلال برنامج واسع النطاق لحماية بحيرة مارتشيكا عبر تنفيذ مباشر و ميداني لمقتضيات التربية و التوعية من أجل التنمية المستدامة ودعم القدرات ووسائل التتبع البيئي و التدبير المستدام . كما أن التجربة المكتسبة في إطار هذا البرنامج بالناظور ، سمحت لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ،خلال شهر يوليوز 2011 ، من القيام ببرنامج مماثل يروم التوعية وتعزيز التنمية المستدامة لموقع خليج واد الذهب ....