الخميس 13 نونبر 2014 - 16:55 نال فيلم "وداعاً كارمن" للمخرج محمد أمين بنعمراوي الجائزة الكبرى لمهرجان الداخلة الدولي السينمائي، في وقت آلت فيه جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم اللبناني "طالع نازل" للمخرج محمود حجيج، بينما حققت اللبنانية دياموندا عبوب، جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "وينن"، أما جائزة أفضل ممثل، فتُوّج بها الفلسطيني أدم محمد بكري بطل فيلم "عمر" للمخرج هاني أبو أسعد. ففي حفل اختتام هذه الدورة الخامسة، بفضاء قصر المؤتمرات، الذي حضره والي جهة وادي الذهب-لكويرة لمين بنعمر، أشارت لجنة التحكيم التي يترأسها الروائي المغربي محمد برادة، إلى الصعوبات التي واجهتها في عملية تقييم الأفلام، نظراً لجودتها ولتقارب المستوى في بعضها، مبرزة في كلمتها إن الأفلام التسعة التي تبارت في مسابقة المهرجان الرسمية، استجابت للشروط الفنية التي يحتاجها العمل السينمائي الناجح. وعن أسباب نيل "وداعاً كارمن"، الناطق بأمازيغيّة الريف، لهذه الجائزة قال محمد برادة إن المخرج استطاع أن يرفع قصة أسرة بسيطة إلى مستوى إنساني، واستطاع أن يقدم مشاهد راقية توضح علاقة عميقة بين امرأة اسبانية تعيش بمدينة الحسيمة وطفل مغربي يعاني من غياب أمه وقسوة عمه. وقد لعبت في توطيد هذه العلاقة الأفلام السينمائية الهندية التي كان الطفل "عمار" يشاهدها في السينما حيث تعمل الإسبانية كارمن. وفي كلمته التي أمتعت جمهور الحفل الختامي قال الناقد الفني اللبناني جمال فياض، عضو لجنة التحكيم، إن وادي الذهب المحيط بجزء من مدينة الداخلة، ينبت حقاً ذهباً وجمالاً، نظراً للطبيعة الخلابة التي تزخر بها مدينة الداخلة، معتبراً أن ما يجمع المنطقة من خليج الداخلة إلى الخليج العربي أكبر بكثير ممّا يفرقها، مستطرداً:" نحن عرب من المشرق إلى المغرب". وهي الجملة التي جعلت مقدم الحفل، الإعلامي ياسين عدنان، يضيف إلى ما قاله فياض بعد انتهائه من كلمته، فكرة عمق الحضارة الأمازيغية في المغرب بجذوره الإفريقية، كدلالة منه على التنوع الثقافي المغربي وخصوصيته مقارنة ببلدان المشرق العربي. ولم يحضر أيٌ من مخرجي الفيلمين المتوجين بجائزة لجنة التحكيم والجائزة الكبرى، فإن كان فيلم "طالع نازل" قد وجد واحداً من طاقمه إبّان لحظة التتويح، ممثلاً في مدير التصوير، فإن لا أحد من طاقم "وداعا كارمن" تواجد في الحفل، ممّا حذا بمقدم الحفل إلى المناداة على الكاتبة سناء العاجي التي تسلمت درع الجائزة الكبرى نيابة عن صاحب هذا الفيلم الذي حقق في الفترة القليلة الماضية مجموعة من الجوائز في مهرجانات محلية وأجنبية. وقد أعلنت إدارة المهرجان عن توقيعها لشراكة مع مهرجانين بالسويد، على إثرها سيتم تحويل اسم المهرجان المغربي في الدورات القادمة إلى "مهرجان الداخلة الدولي للأفلام الاسكندينافية". وهو الإعلان الذي أكدته ضيفة من السويد، أشارت إلى أن الشراكة ستنقسم إلى أربعة أقسام: مسابقة للفيلم الاسكندينافي والفيلم العربي، مسابقة بانوراما العالم التي تضم أفلام من كل أنحاء العالم، مسابقة بانوراما مغربية تخصّ الأعمال المغربية، والأخير هو قسم المرأة المبدعة، ويتحدد في إبداعات المرأة السينمائية. ووفق مصادر خاصة من إدارة المهرجان، فإن هذه الشراكة مع السويد لا تتوقف فقط عند الأبعاد الفنية، ولكن آثارها ستمتد إلى ما هو سياسي، وذلك نظراً للنشاط الكبير الذي تقوم به جبهة البوليساريو في هذا البلد من أجل أن يعترف رسميا بها. وبالتالي فإن شراكة سينمائية اسكندنافية مع مدينة الداخلة، ستساهم في ترويج الأطروحة المغربية بهذا البلد، خاصة مع الزيارات المرتقبة لسينمائيين سويديين لمدينة الداخلة في الدورات القادمة. وقد شهد المهرجان حضور مجموعة من أبطال فيلم "آراي الظلمة" لأحمد بايدو، وهو الفيلم المتوّج بجائزة لجنة التحكيم في النسخة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. كما عرف الحفل، وعلى غرار مجموعة من حفلات اختتام الأحداث الفنية بالجنوب الصحراوي المغربي، رفع إدارة المهرجان لبرقية ولاء إلى الملك محمد السادس، تثمن فيها خطواته ومجهوداته.