آن الآوان لإنطلاق موسم جديد في شتى المسابقات الرياضية التي تعرفها بلادنا ، وهانحن الآن على بعد أيام معدودات حتى يتم الإعلان بشكل رسمي عن بدء أبرز الدوريات الوطنية ، أبرزها وأعلاها الدوري المغربي للمحترفين كما يُصطلح عليه عند البعض ، ناهيك عن الدوري الممتاز لكرة اليد والذي أعلنت بالمناسبة الجامعة المغربية لذات اللعبة عن موعد انطلاق المسابقة، ثم البطولات الوطنية لرياضات مختلفة لايسع ذكرها الآن ... وفي هذا السياق تستعد أغلب المدن المُدركة لقيمة الرياضة لترتيب أوراقها والبحث عن سبل التوقيع على موسم استثنائي . وحتى لا نذهب بعيدا ، سنذكر مدينة وجدة على سبيل المثال لا الحصر والتي بدأت في الإستعداد للدخول في موسم رياضي جديد والبصم على إنجازات ترقى لطموح الجماهير التواقة لرؤية فرقها في أوج عطائها ودائما مميزة ، لكن كيف تتم هذه الإستعدادات ؟ وماهو أساسها وعمادها الذي يُبنى عليها حتى تكون بالفعل استعدادات في المستوى وبالتالي محاولة البصم على موسم يرقى لتطلعات الجماهير الرياضية ؟ في زيارة لي مؤخرا لمدينة وجدة ، وفي محاولة مني للإطلاع على آخر مستجدات الفرق المحلية بوجدة أبرزها المولودية الوجدية لكرة القدم،والليزمو والحسنية ... استغربت وبصراحة للطريقة التي يتم بها التدبير لموسم رياضي جديد ، فمسؤولو مدينة وجدة يلحون على رؤساء الأندية أن يشرفوا المدينة عبر قطاع الرياضة ، ويصرون على ضرورة تحقيق إنجاز يفند الإنجازات السابقة المحققة سلفا ، وفي هذا السياق ، يؤكد لنا أحد الموظفين بفريق مولودية وجدة لكرة القدم ، أن مسؤولي المدينة لا يتواروا عن دعم المولودية ، بل ويتم تخصيص غلاف مالي محترم في بداية الموسم قصد الإستعداد الجيد والظفر بانتدابات تعزز وتقوي الفريق أملا في تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في الصعود لقسم الأضواء ، إلى جانب كل هذا خصصت عمالة وجدة أنكاد وحسب مااستقيناه معسكرا إعداديا للفريق إلى منجع سياحي قصد لم شمل النادي قبل إنطلاق منافسات دوري الدرجة الثانية لكرة القدم ، ومن خلال هذه الصورة اتضح فارق الغيرة على قطاع الرياضة بين مدينتين لا تختلفان في شيئ سوى في أن أناس ومسؤولي عاصمة الشرق يدركون أهمية الرياضة ودورها في التنمية ، فيما مدينتنا لا زالت في خبر كان وتؤمن تمام الإيمان في أن يوما ما سيحن دورها حتى تصبح الرياضة بهذه المدينة على غرار باقي المدن ، والغريب أنها تحمل المسؤولية التامة للغير وأقصد هنا بالغير الوزارات والجهات المختصة في شؤون الرياضة بالإقليم ، ناسية أن مسألة التغيير تنطلق بالجوهر والذي يتجلى في تحمل المسؤولية كل من موقعه والإتحاد بين كل ما له علاقة بقطاع الرياضة بدءا بالأندية التي تُعاني من اختلالات جمة ، وتصر على التفرقة عوض لم شملها والبحث عن طرق تحسين وضعيتها . إن مايحز في النفس ، هي أن الرياضة في الناظور أصبحت لا شيئ في نظر نقاد الرياضة الوطنية وحسب ماجاء على لسانهم ، وأصبحت نشاطا ثانويا فقط عوض أن يكون نشاطا مكملا لباقي القطاعات الهامة ، ولعل النظرة التي أصبح الآخر يأخذها على الرياضة الناظورية بصفة عامة ولا يعترف بها رغم إنجازاتها ، تكمن في سبب وحيد ورئيس وهي « جوطوية » التسيير إن صح التعبير، فأغلب نوادينا المحلية تُعاني الفوضوية في التسيير مع استثناء بعض الأندية طبعاا حتى لا نظلمها ونضرب مجهوداتها عرض الحائط ، وعلى هذا الاساس أصبحت الرياضة في الناظور مجرد ثريد ، ولا خيار سوى تغيير العقلية والتحلي بمبدأ التغيير والنهوض بهذا القطاع الذي أصبح محط اهتمام العارفين بقيمته..