إحتضنت الجمعية المتوسطية للتنمية المستدامة المرؤوسة من لدن سعيد الرحموني ، ليلة أمس ، عرض الفيلم السينمائي " ميغيس " ، بحضور حشد جماهيري حج بكثافة إلى قاعة المركب الثقافي بالناظور ، لمتابعة هذا العمل الذي كتب نصه أحمد زاهد بمساعدة أحمد رامي ، وإخراج جمال بلمجدوب . ويحكي الفيلم ، عن الهزيمة النكراء في موقعة «ظهر أوباران» في فاتح يونيو 1921، وفي خضم الفوضى العارمة التي عمت المنطقة، بعثت القيادة العامة الإسبانية قائدا عرف بطرقه الدموية والعنيفة من أجل إخضاع المقاومة الريفية بالمنطقة .
وتدور احداث الفيلم في منطقة جبلية ريفية تدعى سيدي شعيب اختار اهاليها الدخول على خط المواجهة مع المستعمر الاسباني الذي شن سياسة الزحف تجاه الوسط الريفي، و بخطة محكمة و مدروسة و بالتنسيق مع قائد المقاومة الريفية مولاي موحند استطاع امغار زعيم القرية ان يضع اللبنات الاولى للتخلص من وجود المستعمر المرابط في قمة الجبل المقابل للقرية، حيث منها يوجه قذائف مدافعه نحو الساكنة، وهذا ماجعل اعمار يخترع خطة لنصب فخ للإيقاع بالمستعمر مستغلا رغبة العملين اقرقاش و بويوزان في الكشف عن مخبأ الأسلحة، و إفشاء أسرار المقاومة، فادعا الجنون امام اهالي القرية وهذا ما أثر على حبيبته خدوج التي تأثرت بالحالة النفسية لعمار بعد ان فقد امه و أخيه، وقررت عدم الاستغناء عن حبيبها وأن تظل قريبة اليه حتى يتماثل للشفاء.
ويسلط الفيلم الضوء على قائد القرية و المقاومة " أمغار " الذي طمأن الأهالي بأن اعمار سيعود الى حالته الطبيعية بعدما سيتخلص من الصدمة، وهذا ما جعل العميلين اقرقاش و بويوزان يقرارن استغلال الحالة النفسية لعمار ليدلهما عن مخبأ الأسلحة و بتنسيق مسبق مع رجالات المقاومة قرر – أعمار - و أمغار نصب فخ للعدو ، هذا الاخير حضر الى عين المكان بعدما دلهما العملين عن مكان الأسلحة لتتهاوى عليهم طلقات الرصاص من كل جانب، وتمكن بذلك صاحب البطولة من قتل قائد القوات الاستعمارية و التخلص من يقايا القوات المرابطة في الجبل المجاور.
الفيلم وإن كان إيقاعه بطيئا بالنظر إلى جنسه، فقد حاول من خلال الفضاءات التي اختارها والشخوص التي أدت باحترافية أدوارها والملابس التي وضفت بشكل مقبول، حاول ملامسة لحظات من القهر والضغط والتقتيل الذي مارسه المستعمر الإسباني على أناس عزل، بالرغم من أن الوعي المقاومتي لم يكن قد ترسخ بعد لدى بعض الفئات التي كانت في حاجة إلى تأطير من قيادات كاريزمية كشخصية عبدالكريم الخطابي أسطورة الريف كما يسميها البعض، ومع ذلك فقد كان حب الوطن فوق كل اعتبار.
وشكل الشريط ، دعوة من المخرج لكل محبي الحرية إلى التشبث بمثل هذا النوع من الأفلام، بالرغم من صعوبتها على مستوى الكتابة وكذا على مستوى التدقيق التاريخي والأنتربولوجي.
ويبقى فيلم «ميغيس» تجربة جادة من المخرج لعرض بعض اللحظات اللامعة والساطعة من تاريخ المغرب ومن نضالات رجاله، وسيكون لنا الحق كل الحق في أن نعمق البحث في مثل هاته التجارب حينما حتى يحصل التراكم.