من المؤكّد أنّ أي اجتماع تنظيمي يكون أحد أطرافه مسؤولا ناظوريا منتخبا، أيّا كانت الإدارة التي يشرف عليها، في حين يكون الطرف الثاني ممثلا ديبلوماسيا أجنبيا لا يمكن إلاّ أنّ يصبّ في صالح الساكنة النّاظورية ولو ضمن نطاق فئويّ، إلاّ أن "تصادف" مثل هذه الاجتماعات مع ميقات معلن عنه كموعد للاحتجاج على "عنصرية" ممارسة داخل الإدارة التي يرأسها نفس الدّيبلوماسي الإسبانيّ في حق قاصديها من النّاظوريين لا يمكن أن يكون سوى باعثا على أكثر من تساؤل باحث عن المغزى من هذا الإجتماع الموجه لإهانة جماعية صوب عدد من المواطنين المستائين من ممارسات إسبان مشينة أبطالها يرأسهم نفس الطرف الأجنبيّ. القائم بتوجيه هذه الإهانة هو عبد العزيز مكنيف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لإقليمي النّاظور والدريوش، والذي لم يجد موعدا سوى يومه الخميس من أجل استقبال القنصل العام الإسباني بمكتبه الكائن بقلب الغرفة المهنية التي يرأسها، والمتواجدة بالحي الإداري بالنّاظور، وهو الاستقبال المستغرب تغييب قراءته من لدن مكنيف كفعل حامل لإهانة تستهدف الغاضبين من عنصرية أربع موظفين بنفس القنصلية الإسبانية، والمسمون ب "لويس" و"بيلار" و"غراسيا" و"مارثا"، إذ أنّه في الوقت الذي كانت حناجر المحتجين تجفّ صراخا بمطالب هادفة لصون كرامة المغاربة عبر تحسين مستوى التعاملات، والتحقيق مع المتورطين في أفعال عنصرية مرصودة، كان كبير التجار والصناعيين والخدماتيين يرتشف كؤوس الشاي ويقدّم الحلوى لكبير قناصلة إسبانيا بالمغرب. وفي اتّصال هاتفي لناظور24 برشيد احساين، عن لجنة الدفاع عن كرامة المغاربة، أكّد أنّه من حقّ أي كان أن يبدي مواقفه كيفما كانت، مشيرا أنّه في الوقت الذي كانت ترفع مطالب من راصدي العنصرية ذودا عن كرامة المغاربة، والمصرّة في مطلب اعتبار المغاربة القاصدين لمبنى القنصلية العامّة الإسبانية بالنّاظور بشرا لا حيوانات، شاء البعض أن يعلنوا عن توجهاتهم علانية بالتموقع إلى جانب الطرف الآخر، وتقديم الدعم الرسمي المستهتر بالمطالب الشعبية، وذلك رغما عن المساطر البروتوكولية لمثل هذه الاجتماعات، والتي تسمح بإرجاء الموعد وبرمجته خلال فترة أخرى وفق إجراءات لبقة تعبّر عن احترام رأي عدد غير هيّن من الساكنة التي لا تنتظر أبدا مثل هذه المواقف من شخص متواجد بمنصب مُنتخَب.