كنت أتصور ردود فعل سريعة لآلاف المعلمين الذين علمونا القراءة والكتابة في الكتب المدرسية طيلة عقود من الزمن، سواء تلك المعروفة عند جيلنا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بمواضيعها المضحكة، ك"سعاد في المكتبة" و"قرد، بقرة، برتقال"، أو الكتب المدرسية الحالية التي تغير كل سنة لإرهاق جيوب الآباء، والتشويش على التعليم الأساسي. ردود على إحدى فقرات مذكرات المعلق الرياضي المغربي سعيد زدوق، على صفحات يومية "الجريدة الأولى"، الذي كاد أن يكون رسولا، عفوا معلما، بدل معلق رياضي في التلفزة المغربية، حيث علق المعلق على اختياراته المهنية في تلك الفترة قائلا "بطبيعة الحال لم يكن أمر الحسم بين الاختيارين بيدي لوحدي، أطلعت الوالدة رحمها الله (كانو لولاد ديال زمان مرضيين ياك)، وعبرت لها عن رغبتي في أن أصبح معلما، لأنها المهنة المناسبة لي، بما أن كثرة العطل فيها ستسمح لي بمواصلة لعب كرة القدم... ". لكن يبدو أن رمضان شغل الجميع، ولم تكن هناك لا ردود لا سريعة ولا بطيئة على ما جاء في المذكرات. كنا نعتقد أن السي زدوق قرأ القصيدة الجميلة لأحمد شوقي: "قم للمعلم وفه التبجيلاكاد المعلم أن يكون رسولا، أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني و ينشئ أنفسا وعقولا"، وقرر المساهمة في تأهيل العقل المغربي، ولكن نكتشف أنه اختار التعليم "غير لأنه فيه كثرة العطل، باش يلعب الكرة"، متفقا في ذلك مع رأي الشاعر إبراهيم طوقان في مهنة التعليم: "اقعد، فديتك، هل يكون مبجلا، من كان للنشئ الصغار خليلا، لو جرب التعليم شوقي، ساعة لقضى الحياة شقاوة وخمولا، حسب المعلم غمة وكآبة، مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا، مائة على مائة إذا هي صلحت، وجد العمى نحو العيون سبيلا". إبراهيم الشعبي echaabi_(at)_gmail.com