أكدت عديد من التجارب الاعلامية العالمية أن فتح القطاع التلفزي امام الخواص ، اصبح ضروروة ملحة من اجل بث المنافسة بين القنوات الحكومية العمومية و القنوات الخاصة ، و التي ستحسن من دون شك من نوعية البرامج المقدمة من اجل جلب أكبر نسبة من المشاهدين . أسباب واهية و المنع واحد و رغم ادراك السلطات العليا بالمغرب العربي بأهمية دخول الخواص للسوق التلفزية . الا ان اغلبهم و قف حجر عثرة امامهم و لم يمنح لهم التراخيص اللازمة و آخرها كانت بلادنا التي تراجعت عن الترخيص للخواص مؤخرا بسبب ما اسمته تقلص سوق الاشهار و هو ما لا يدعم اطلاق و استمرارية تلك القنوات لتصبح الهاكا بذلك " ملكية اكثر من الملك " و هي تقريبا نفس وجهة نظر باقي دول المنطقة ، باستثناء تونس التي تبدو الأكثر تجاوبا مع القضية ، حيث رخصت لكل من نسمة و حنبعل كما يرتقب موافقتها على اطلاق قناتين جديدتين ، عليسة تيفي التابعة لشركة كاستيس للانتاج لصاحبها سامي الفهري و التي أنتجت اضخم برامج تونس7 ك " احنا هكا " و "سفيان شو " و " الحق معاك " بالاضافة الى مسلسل مكتوب و هي البرامج التي اعادة تونس7 بقوة الى الواجهة و جعلتها تتربع على عرش التلفزة التونسية . و من المنتظر انطلاقها في نوفمبر القادم على ان تبدأ البث الفعلي مع بداية العام الجديد . اما القناة الثانية فهي شوف تيفي التابعة لشركة الانتاج و الاتصالات VNet و التي ستعتمد على البث الرقمي الارضي كمرحلة اولى . قنوات خاصة بنكهة حكومية التشديد الكبير الذي مارسته السلطات المغاربية على الخواص ، يظهر جليا للعيان في صورة الليبية التي أممت و عانت الامرين بسبب بثها لبرنامج " قلم رصاص " لحمدي قنديل الذي لم يرق للسلطات المصرية و مارست ضغوط على ليبيا من اجل وقفها و هو ما حدث . اما في المغرب فأصبحت ميدي1سات ذات ملكية مشتركة بين الخواص و الحكومة بعد تقهقرها و اقترابها من الافلاس لولا التدخل الحكومي الذي سمح لها بنهوض من جديد . وهذا يجعلنا نتأكد من اننا نملك قنوات شبه خاصة باعتبارها تحت وصاية الحكومية والتي يمكنها التدخل في أي لحظة . قنوات مغاربية من اراضي أجنبية و الانُترنيت حل آخر العناد المغاربي الممارس من الحكومات المغاربية لم يمنع المغاربيين المهتمين بتجربة من البحث عن حلول لاطلاق قنواتهم الخاصة . و كان البث من الخارج احد اهم الخيارات المتاحة و هو ما اتبعته عديد القنوات كالخلفية تيفي التي بدأت بثها من فرنسا ثم لندن ، بربر تيفي التي اطلقت من فرنسا ايضا بالاضافة الى مجموعة القنوات المغربية التي ظهرت مؤخرا على ساحة دون ان تبدأ بثها الرسمي كأطلس المغرب التي تبث من قبرص و مجلة الريم التي تبث من الاردن . و الى جانب الخيار الاول هناك خيار فعال آخر و غير مكلف و هو البث عبر النات و الذي تستعمله الان كل من " آلجيري بروميار " الجزائرية ، "دافا " المورتانية و " امازيغ تيفي " المغربية وهي قنوات اطلقت في مجملها من مغتربين مغاربيين . فشل متكرر ! و يبقى العامل المشترك بين القنوات المغاربية الخاصة هو ضعف ادائها ، وفشلها المتكرر رغم ان البعض منها عرف بداية مشجعة كحنبعل ، نسمة و الليبية . و هو ما يجعلنا نشكك في الاستراتيجية المتبعة من طرف تلك القنوات و نتسائل عن الدافع وراء انشائها و هل كان يتمثل في الرغبة فقط ؟ و بغض النظر عن فشل معظم القنوات الخاصة بالمنطقة على المسؤولين المغاربيين تسهيل مهمة الخواص و ازالة القيود العمومية عن القطاع التلفزي من اجل ان نرى اعلام مغاربي راقي يلبي رغبات و طموحات المشاهد المغاربي