لا تستطيع الحكومات حتى الآن تعميم تجاربها في تطبيق سياسات الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فربما كانت كل تجربة تختلف بظروف البلاد التي طبقت فيها تلك السياسات، لكن المؤكد حتى الآن هو أن الحكومات ستضع في اعتبارها عدة خطط لمواجهة الفيروس إلى حين الوصول إلى علاج ولقاح لمواجهة الأزمة جذريا. ربما لن يدوم تطبيق سياسات العزل الصحي الكامل خلال الشهور القادمة، والتخفيف منها قادم لا محالة، لذا استعانت صحيفة واشنطن بوست بعدد من العلماء والأطباء والخبراء، للإدلاء بدلوهم في كيفية التعامل مع جائحة كورونا واقتراح حلول من شأنها التخفيف من تأثيراتها، فجاءت الاقتراحات لتناسب معظم دول العالم. الأطباء والممرضون أبطال تقول روث فادن -وهي عالمة وأكاديمية أميركية ومؤسسة لمعهد جونز هوبكنز لأخلاقيات علم الأحياء- إن العاملين في مجال الرعاية الصحية يخاطرون بأرواحهم وصحتهم من أجل ضمان حصول أبناء وطنهم على أفضل فرص النجاة من وباء كوفيد-19 الفتاك. وتقترح فادن إنشاء صندوق أطلقت عليه اسم "صندوق أبطال كوفيد-19"، لتقديم الدعم المالي لعائلات العاملين في مجال الرعاية الصحية، في حال وفاة راعيها جراء الإصابة بالعدوى. وتضيف في هذا الصدد أن على الكونغرس الأميركي سنّ تشريع على الفور بتأسيس صندوق يمنح أسرة المتوفى من العاملين في الرعاية الصحية، مبلغ 250 ألف دولار على الأقل تعويضا لها. ساعات عمل محدودة يرى المحامي ورجل الأعمال والسياسي جون ديلاني، أن الأعمال التجارية الصغيرة واجهت أوقاتا عصيبة من أجل الوصول إلى برنامج حماية الأجور. ورغم أن مجلس النواب الأميركي يناقش تشريعا يمنح برنامج حماية الأجور مزيد من الأموال، فإن ديلاني يرى أن هناك طريقة أفضل تمنع التسريح المؤقت للعمال وتتيح لهم البقاء في كشوفات الرواتب، ألا وهي التعويض لفترة وجيزة. ويمكن للحكومات دفع تعويض مالي للشركات عن ساعات العمل المفقودة نتيجة الكساد أو الأزمات والكوارث، مما سيجعل الشركات تسمح للعاملين فيها بالعمل بدوام جزئي بدلا من تسريحهم. فلنجعل البيوت مشافي قال طبيبان إن المستشفيات في الولاياتالمتحدة إما مكتظة بمرضى كورونا المستجد أو أنها تستعد لارتفاع في أعداد المصابين. وبين هذا وذاك، يتعين على المرضى الاختيار بين العلاج في المستشفيات حيث خطر الإصابة بالعدوى وضعف جودة الرعاية الطبية الناجمة عن نقص الكوادر الطبية والمساحات، أو الاستغناء عن رعاية المستشفيات. بيد أن اختصاصية الطب الباطني في واشنطن كافيتا باتيل، والمدير الطبي لشركة أكولايد لألعاب الفيديو الأميركية شانتانو نوندي، يقولان في مقترحهما بصحيفة واشنطن بوست إن هناك خيارا ثالثا وهو الاستشفاء في المنازل. ويوضح الطبيبان أن الأبحاث التي أجريت خلال سنوات أثبتت أن برامج الاستشفاء داخل المنزل تتمتع بالأمان وانخفاض المضاعفات وحالات الوفاة الناجمة عن العديد من الأمراض، بما فيها الالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد-19 الذي يعد السبب الأكثر شيوعا لدخول المستشفى. تبرعوا بالبلازما بحسب ديانا بيرينيت التي أسست مجموعة للناجين من الوباء، فإن المجتمع الطبي ينتهج حاليا طريقة علاج واعدة، وهي نقل بلازما الدم من شخص تعافى من الفيروس إلى مصابين به يعانون من المرض. وتقول بيرنيت إن هذه التقنية استخدمت بنجاح في التعامل مع الفيروسات في الماضي، مثل متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، وفيروسات كورونا المرتبطة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وإنفلونزا الخنازير وإيبولا. وتعتقد بيرينيت أن الناجين من "كوفيد-19" حتى الآن -وهي واحدة منهم- تعافوا من المرض لأن أجسادهم أفرزت الأجسام المضادة الملائمة للتصدي له. والبلازما هي من مكونات الدم، وهي مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار، وتحتوي على نسبة من الأجسام المضادة التي تشكلت بعد الإصابة بالمرض. وتناشد بيرنيت المتعافين بالتبرع بالبلازما المحملة بالأجسام المضادة، للمساعدة في علاج المصابين. إنتاج لقاح شدد أستاذ القانون المساعد بجامعة أوكلاهوما إريك جونسون، ورئيس قسم الأمراض المعدية بمركز بالتيمور الطبي ثيودور بيلي، على ضرورة أن تسرّع إدارة الغذاء والدواء في الولاياتالمتحدة من إجراءات المصادقة على إنتاج لقاح لوباء فيروس كورونا المستجد. وحذرا من أن الشعوب تواجه خطرا محدقا يتمثل في فيروس له القدرة على النمو بمتوالية هندسية. بدائل للانتخابات وتناولت الرئيسة التنفيذية لمجموعة "آي فوت" المدافعة عن حقوق الانتخاب إيلين كيرز، في مقترحها موضوع السجلات الانتخابية في الولاياتالمتحدة، والذي يمكن تعميمه في بعض الدول. ودعت إلى العمل على ضمان إجراء انتخابات عامة شرعية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في وقت يشكل فيه فيروس كورونا المستجد تهديدا للقطاع الصحي والديمقراطية في أميركا. وذكرت كيرز في مقترحها أن ثمة جدلا يدور في الولاياتالمتحدة بشأن التصويت عبر البريد في الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى الحاجة لضمان إدلاء كل من يحق له الاقتراع بصوته بأمان، والحصول كذلك على بطاقة التصويت في المقام الأول. وأوضحت أن الحل الأفضل يكمن في تجاوز سجل الناخبين تماما وإرسال بطاقات التصويت إلى كل من يحق له الاقتراع في الانتخابات، وليس للناخبين المسجلين فقط. الإعلام المحلي تطوير وسائل الإعلام المحلية واستخدامها في تقديم التقارير والمعلومات الخاصة بالوقاية، للحفاظ على سلامة وصحة المجتمعات، ودعمها ماديا من قبل الحكومات. الفحص الذاتي اقترح كل من المدير الطبي لشركة أكوليد الأميركية شانتانو نوندي والأستاذ بكلية جونز هوبكنز للصحة العامة مارتي ماكاري، أن يسمح للمرضى بإجراء فحوص على أنفسهم في منازلهم، للتحقق من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وأشار إلى أن الكشف عن فيروس كورونا يمكن إجراؤه بأخذ عينة من الأنف، فالأمر لم يعد رفاهية الآن.(وكالات)