سيدتي مشكلتي بإختصار شديد أنني تزوجت الثانية وهجرتني الأ ولي ، وذلك بسبب عدمإ هتمامها بي علي كافة النواحي وإهتمامها بنفسها وأبنائها وبعد الزواج أصبحت لا تطيقني .ولا تتكلم معي مع العلم أنني أحبها كثيرا ، والثانية حقيقه ليست مثل الأولي في كل شيئ وأفكر بالأنفصال عن الثانية من أجل الأولي أريد النصيحة ولكم الشكر . رد الأخصائية الإجتماعية ; سيدي القارئ ,هذه الرسالة علي بساطتها وقصر جملها وإختصارها الشديد لكنهاتحمل في طياتها معاني كثيرة وتوضح دائماً ما ننصح به في ردودنا لمن يفكرون بالزواج الثاني ، دون أن يفكروا بالعواقب ، قلنا قبل ذلك إن الأصل في الإسلام واحدة ، وأن التعدد رغم شرعيته محاط بشروط كثيرة لا يقدر عليها إلا من هم مؤهلون لذلك وهم قلة ، فقد أكد القرآن الكريم ذلك بقوله (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ) . الله الكريم أعلم بنا من أنفسنا وهو يعلم تمام العلم أن الرجال لن يعدلوا مهما حرصوا علي ذلك . الآن انت فكرت في الزواج الثاني وقد حصل ، والآن تشعر أنك ظلمت زوجتك الأولي بزواجك الثاني ، ولم تفكر في ذلك ولم تحسب له حساباً فقط فكرت في نفسك وفي ما يسعدك ،فظلمت زوجتك الأولي . والآن تريد تكرار نفس الخطأ ، لأنك تفكر في نفسك فقط ، فكرت في طلاق الثانية رغم أنها لم يكن لها أي ذنب فيما فعلت ، لكنك فكرت في نفسك أولاً وثانياً, وبدلا من أن تحل مشكلتك وتحاول إقناع زوجتك الأولي بأن ترضي بالأمر الواقع تأبي إلا أن تم ظلمك لتروق لك الحياة وترتاح من المشاكل ويصفو لك الجو مع زوجتك الأولي ، وكأنك وبكل بساطة إستعملت الزوجة الثانية كأداة لتقويم الزوجة الأولي ، فلما إنتهي دورها تريد الآن التخلص منها ، كأي أداة ينتهي دورها فيلقي بها بعيداً أي تفكير هذا وأي عبث يدفعك للتصرف بهذا الشكل المهين ، لماذا لم تراعي الله فيها ولم تفكر سوي في نفسك ومصلحتك فقط ، أي إسلام هذا الذي تأخذ منه ما يعجبك وتترك مالا يعجبك هل إسلامك الذي أباح لك التعدد ويسر لك الحصول ببساطة علي زوجة ثانية ؟ ، هل هذا الدين السمح الجميل قال لك تزوج الثانية ثم إذا لم تعدل ؟، طلقها وإتركها في مهب الريح ، فهي تستحق أكثر من ذلك لانها تزوجت برجل هوائي لا أمان له . بكل أسف هذا ليس حالك وحدك لكنه حال رجال كثيرين يتصورون في التعدد حل كل مشكلاتهم ، ثم يفاجآ ون بأنه لم يكن إلا مشكلة جديدة غالباً ما تدفع الزوجة ثمنها سواء كانت الأولي أو الثانية . اتق الله في نفسك وفي زوجتيك فقد صار أمر واقع لامناص منه حاول أن تعدل بينهما ما إستطعت وإن كان هناك بعض المنغصات في الضريبة التي يجب أن تدفعها والفاتورة التي عليك تسديدها من دون ضيق أو ضجر أو تذمر فهي حياتك التي إخترتها أولاً وثانياً ولم يضطرك إليها أي أحد فعليك الآن أن ترضي ، لأن أي عمل خلاف ما أنت عليه الآن سيؤدي إلي ظلم واحدة من الزوجتين حتماً عليك أن تفكر بالإثنتين قدر تفكيرك في نفسك ، فقط لترضي الله ويرضي عنك ، ولعله درس تتعلمه جيداً ويتعلمه رجال كثيرين ليعرف الجميع أن التعدد ليس لعبة سهلة نلهو بها قليلاً وقت ما شئنا ثم نتركها حين نشعر بثقل أعبائها علينا تحمل تبعات إختيارك بشجاعة وواجه حقيقة ما أنت فيه ولا تحسب الطلاق هو الحل لمشكلتك ، الطلاق حيلة الضعفاء وهو إستسهال تماما كما كانت فكرة الزواج الثاني حل سهل غير مدروس . اتق الله ولا تفعل إلا ما يرضي الله من أجل هذه أو تلك ، وإطلب من الله العون والتوفيق كي لا تكون ظالم لأي واحدة منهن . وأخيرا ; أتمني من الله عز وجل أن ينير بصرك وبصيرك للحق والخير .