افتتاح باهت بكل المقاييس، سجلته الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي افتتحت فعالياته يوم الجمعة الماضي وستستمر إلى غاية يوم 13 دجنبر الجاري. وسجل البساط الأحمر طيلة الأيام الثلاثة الأولى غياب أغلب صناع السينما، سواء من المغرب أو الوطن العربي، مع استثناءات تعد على رؤوس الأصابع، فيما حضر آخرون لا علاقة لهم بالفن السابع لا من قريب أو بعيد. ولم يحفظ ماء وجه اليومين الأولين سوى حضور المكرمين: الممثل المصري عادل إمام والفنان الإنجليزي جيرمي أيرونز. تكريم عادل إمام كان أهم ما ميز أول أيام افتتاح المهرجان، حيث نشر الممثل المصري روحه المرحة بدءا من مروره بالسجاد الأحمر إلى لحظة دخوله المسرح، وأداء رقصته الشهيرة تحت تصفيق كبير من الجمهور الحاضر بقصر المؤتمرات، تقديرا لعطاء استمر أكثر من 5 عقود ولازال مستمرا ولن يوقف عجلته سوى الزمن. وتم تكليف الفنانة المغربية الكبيرة ووزير الثقافة السابقة ثريا جبران بتقديم درع التكريم للفنان المصري. وقد مازحها عادل إمام خلال كلمته بأنه من حسن حظه أنها وزيرة سابقة، قبل أن يعبر عن امتنانه، وهو يغالب دموعه، للسينما، هذا الاختراع «الهايل» الذي جعله يحظى بحب الناس من مختلف الأعمار والفئات والأجيال، وجعل هؤلاء يقرنون اسمه ببلده مصر. عادل إمام غادر حفل الافتتاح متجها نحو جامع الفنا، حيث كان له لقاء مع جمهور عريض، احتفى به مرة أخرى وتم عرض فيلمه «زهايمر»، وهو آخر ما ممثله عادل إمام أمام عدسات الشاشة الكبرى. وعرف اليوم الأول حضور صديقتي المهرجان الدائمتين المصريتين، الممثلة يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي وطاقم فيلم «الفيل الأزرق» المشارك في المسابقة الرسمية: المخرج مروان حامد، والممثل كريم عبد العزيز، فيما غاب الممثل خالد الصاوي، الذي يخضع للعلاج من الفيروس الوبائي الكبدي. اليوم الأول من فعاليات المهرجان عرف تقديم أعضاء لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، التي فاجأت الحضور بالترحيب بلغة عربية مكسرة قائلة: السلام عليكم، أنا سعيدة بالتواجد معكم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. قبل أن تعطي الانطلاقة الرسمية لافتتاح الدورة 14 للمهرجان رفقة باقي الأعضاء، كل بلغته الأم. ثاني أيام المهرجان تميز بتكريم اسم كبير في عالم الفن السابع، ويتعلق الأمر بالممثل البريطاني السير جيريمي أيرونز، خريج المسرح الملكي، والذي وصل إشعاعه إلى مسرح برودواي بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث اختاره عمالقة الإخراج هوليوود للعمل تحت إدارتهم في أفلام طبعت تاريخ الفن السابع، وخرج متوجا عن بعضها بجائزة أوسكار وجائزتي غرامي. وقد تم اختيار العارضة والممثلة الفرنسية لاتيتيا كاسطا لتقديم درع التكريم للممثل الإنجليزي. جيريمي قال في كلمته إنه في عام 2001 تلقى دعوة لحضور المهرجان تزامنا مع أحداث 11 شتنبر وقبل الدعوة دون تردد رغم التحذيرات. وأردف قائلا إنه في تلك الزيارة وقع في سحر المدينة المغربية وعاد إليها ثلاث مرات. ولم يفت الممثل الإنجليزي أن يشكر صناع السينما، الذين عمل معهم وكل شخصية تقمص روحها وجعلته جيريمي أيرونز الممثل. وللمرة الرابعة على التوالي تستعين إدارة المهرجان لخلق الحماس بالبساط الأحمر بالسينما الهندية من خلال فيلم «هابي نيو يير» بحضور بعض من طاقمه، ممثلا في الممثلين ابهشيك بالشأن، وبورمان إيراني، والمخرجة فرح خان. وامتد الحماس إلى جامع الفنا حيث عرض الفيلم الذي حقق نجاحا بشباك التذاكر خلال عرضه شهر أكتوبر الماضي. ولم تحضر بطلته ديبيكا باديكون، التي حضرت العام الماضي وبطله الرئيسي شاروخان، الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، والذي حضر في دورة 2012 خلال تكريم السينما الهندية ودورة 2011 حين تم تكريمه منفردا.
ومن المنتظر أن تستمر فعاليات المهرجان بعرض أفلام داخل المسابقة وخارجها، وكذا انطلاق مسابقة سينما المدارس، وأيضا تكريم اسمين مغربيين يوم غد الثلاثاء، وهما المنتجان خديجة العلمي وزكريا العلوي، تقديرا لجهودهما في دعم عجلة الإنتاج المغربي.