♦ ملخص السؤال: فتاة تقدم إليها شاب ووعدها بسكن خاص بعد الزواج، وعندما تزوجتْ وجدت البيت فيه إخوته جميعًا، وحياة ليس بها أي نوعٍ مِن أنواع الخصوصية، كما أنه كسول، وتسأل عن طلب الانفصال.
♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة، عندما تقدَّم لي زوجي وافقتُ عليه؛ لكونه صالحًا، ولأني عرفتُ أنه يطلُب العلمَ الشرعيَّ، إضافة إلى كونه مهندسًا، رأيتُ فيه كلَّ ما تمنيتُ، زوجًا صالحًا، إنسانًا متفتحَ العقل، سعدتُ بالتِزامِه وتزوجتُه، وحمدت الله أن رزقني زوجًا يُعينني على الحياة بما يرضي الله. كنتُ مُوقِنَةً أن صلاح الزوج يكفي، ولا يحتاج معه إلى التنبيه على الحقوق، فمعرفتُه بالله ستكون دومًا خيرَ دليل لحسن العشرة معي. عندما تقدَّم وعَد بشراء بيت زوجية خاص بي بعد الزواج، على أن أعيش معه في بيت أهله واختلاطي سيقتصر على أبيه وأمه. سافرتُ معه لأجدَ أن بيتَ أهله فيه أخوه المتزوج وأطفاله، وإخوة له آخرون غير متزوجين، وحياة ليس بها أي نوعٍ مِن أنواع الخصوصية، وحياة مختلفة عن مجتمعي تمام الاختلاف!! بدأتْ رحلة المعاناة مع أهله، وكيف أعيش بحجابي وسطهم، مع اختلاف شديدٍ في مستوى الثقافة والتربية وكل شيء، لم يُوجه لي إساءة منذ عرفتُه، لكنه كان يسكُت على إهانة وإساءة الآخرين لي. كنتُ أجتَهِد قدْرَ طاقتي لأكونَ له نِعْمَ الزوجة، ولأعيش معه الحياة التي تمنيتُها وحلمتُ بها، لكن مرت السنوات ولم يوفِّ بأي وعدٍ وعدني به، المشكلة الكبرى أنه لا يسعى لذلك، ولا يعمل ولا يجتهد مِن أجل الحصول على أي عمل، يعيش على عطاء أهله. والآن - بعد مرور 7 سنوات من الزواج - نفقاتنا إما أن تكون عطاء أو دينًا، وعلى مستوى علاقتنا الزوجية لا يُعطيني حقوق العشرة الزوجية منذ قرابة العامين! كثيرًا ما صارحتُه وأخبرته بأن حياتنا مُمَزَّقة بسبب سلبيته وضعفه، لكنه لا يستمع، ولا يشعر بشيء، حوَّلني إلى رجلٍ بسبب جفائه لي، حتى أولادي أشعر بالعجز معهم، ولا أستطيع تحقيق شيءٍ لهم، وصلتُ لمرحلة أني أبكي ليل نهار، أشعر بوحدة وإحباط رهيب! الآن أريد الانفصال، فلم أعدْ أحتمل البُكاء والحزن والأمراض النفسية، لكني أخاف على أولادي بعد الطلاق! أشيروا عليَّ ماذا أفعل؛ فقد دُمِّرتُ نفسيًّا؟! الجواب
بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فليس مِن التوكُّل على الله تعالى أن يعيشَ المرءُ خاملًا فقيرًا، يعيش مِن صدَقات أهله، كما قال بعضهم: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: له حرفة؟ فإن قالوا: لا، سقَط مِن عيني".
من هنا أقترح عليك أن تتركي لزوجك فرصةً كافيةً ليَتَدَبَّر نفسه، ويبحثَ عنْ وظيفة، أمهليه مدةً كافية، ولتكن مِن أربعة إلى ستة أشهر، يُدرك بعد انتهائها بأنك ستشدين حقائب الرحال، وتعودين إلى بيت أهلك، وأشهدي على ذلك شاهدينِ مِن أهلك وأهله، فإن انتهت المدةُ وبَقِيَ على حاله من الخمول والتقصير في حقوقك الزوجية فارجعي إلى أهلك، واشترطي عودتك باشتغاله أولًا، ثم إذا أغناه الله فلك اشتراط السكن المستقل بعيدًا عن أهله، فإن لم يتغيرْ، فاسألي الله الخيرة لك في هذه الحياة.
وعسى الله أن يُنعمَ البال، ويُصلحَ الحال، ويرزقك وزوجك لذةَ السعادة والاستقرار، اللهم آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب