سيادة الوزير يمارس السياسة بالجامعة ويضرب بعرض الحائط استقلاليتها عبر أساتذة جامعيون عن قلقهم الشديد للطريقة التي تم بها حضور لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فيما سمي بالندوة التواصلية التي نظمها فصيل طلابي، قالوا إنه قريب من حزب الوزير في موضوع: «طالب الهندسة ومتطلبات الواقع»، وذلك يوم الخميس 13/2/2014 في الساعة الثانية بعد الزوال بقاعة المؤتمرات بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية. وقالت مصادر من هذه الكلية، إن الداودي حضر هذه الندوة بصفته وزيرا وبسيارته الخاصة في غياب أي بروتوكول يعبر على أنه وزير القطاع. واعتبرت المصادر ذاتها الطريقة التي حضر بها الوزير هذه الندوة شبه سرية. وانتقدت طريقة تنظيم هذه الندوة، مشيرة إلى غياب، قالت إنه إقصاء لرئيس الجامعة، بالإضافة إلى إقصاء كلمة العميد من ملصق الندوة، وذكرت غياب الأساتذة الباحثين، الذي أكدت مصادر «العلم» أنهم قاطعوا ندوة فصيل حزب الوزير، موضحة أن حضور الداودي في كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، كان له طابع سياسي محض. وأوضحت أن الوزير شارك في هذا اللقاء التواصلي من أجل ممارسة شيء من السياسة في لحظة سياسية يمر منها المغرب فيها الكثير ما يقال. وعبر الجامعيون من خلال مقاطعتهم للندوة عن استنكارهم لمبادرة الوزير وطالبوا بالحفاظ على قدسية واستقلالية الحرم الجامعي مشددين على أن الجامعة هي فضاء للعلم والمعرفة. وقالت المصادر ذاتها إن الداودي لم يعر أي اهتمام للأخلاقيات والمبادئ السائدة والمتعارف عليها داخل الفضاء الجامعي، وأكدت أنه كان بالأحرى أن يشارك الداودي مع هذا الفصيل أو مع فصيل آخر في أي لقاء شريطة احترام الجامعة كمجال لتكريس الديمقراطية والاستقلالية، وكان بالأجدر أن ينظم مثل هذا اللقاء خارج أسوار الجامعة بدل تجاوز أعراف رسخت منذ القدم. وذكروا أن عدم حضور رئيس الجامعة هي النقطة التي أفاضت الكأس واعتبروها مؤشرا واضحا على أن اللقاء وحضور الوزير بهذه الكيفية يطرح أكثر من سؤال، ويمكن أن يُفسر على أن الداودي قام بذلك عن قصد واضح. وذكرت أن الندوة أطرها إلى جانب الداودي، كريم العصفري منتدب عن وزارة الطاقة والمعادن وسعيد خير الله عضو المكتب الوطني للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة.