تعيش الشعوب التي تتبنى الديمقراطية دائما في جو عادي تتجاذب فيه افكار الاختلاف وادعية المعارضة لتأثير على المنتج وبالتالي عدم نجاح المشروع والمبادرة , لكن عندما ستكون الديمقراطية هي اعمال لثورة واهمال ذلك التعاقد الذي افرزته صناديق الاقتراع فإن هذا مايبقى المهزلة بل يبرز ان الثورات في المجتمعات العربية الاسلامية جد متخلفة وان حتى هذه الشعوب التي وصلت الى النضج ورسمت مسار الثورة قد ارتدت على انتخابات هي من صنعتها و هذا ما تعيشه مصر حاليا من فتاة البنية الواعية و عدم ثبتها, و هذا أيضا من نتائج ثورة إنسان المجتمع المتخلف و لا ننسى ان مفهوم الثورة اصلا لا ينطبق على بلد يرسم عقيدته دولة بلا حدود يجمعها الاسلام فلاغاية من وراء ما يحصل في مصر سوى انهم وضحوا انه لا يمكن للبنية السياسية النضج من دون نهج تنظيمي صحيح وتطور اقتصادي وتنموي مكتمل فشروط وجود الديمقراطية لم تعكسها ابدا شروط الثورة وهكذا يمكن ان نقول ان اخمادغضب: لماذا نحن مهمشون؟؟هو امر ضروري يقتضي قبل افرازه لثورة تنمية ذلك التهميش بماهية الانضباط والتنظيم والايمان بالمبدأ , لكي لا تكون النتيجة الفتنة ومتى وقفت على رجليها؟؟ أي الفتنة إلا عندما إرتدت الشعوب على الشرعية وهذا ما حدث في عهد الخلفاء الراشدين عندما إرتد اصحاب معاوية علي علي رضي الله عنه ليس لأنه من آل البيت كما يزعم الشيعة , بل لأنه اولى بذلك و أجدر فإن كانت الفتنة في ذلك العصر صنعت تيارات كتبت على عنقها إلى الازل من هو على الحق فلا حوار ولا جدال , بيننا وبينكم السيف(الخوارج , الشبعة , السنة) فإنه حتما مصر سيفضي النزاع فيها الى ما لا يحمد عقباه و تولد تيارات لن تتوافق على حكومة ائئتلافية ولا على مائدة حوارية مادام الامر قد تغير من صناعة الثورة إلى بداية الفتنة. الدريوش سيتي