في منتصف الليل قد تحلم حلما مرعبا و تفسر أنه تدخل أحد جنون الذي لن يؤذيك إلا إذا أذيته كما تقول الرواية ، لكن الحقيقة أن العفاريت هي من تصنع هاته الهواجس و الارتباكات وأحيانا الملل كما هو الحال في غرفة برلمان مملكتنا الحبيبة،ترى أنه مكان فارغ يتردد فيه صدى كلمات العفاريت و التماسيح بأصوات عالية دون الإشارة إلى اسم العفريت و بلده خوفا من أن يكون ماردا . فإياك و الحلم يوما بتمساح ،فقد يجعلك الحلم من سكنة شوارع مدينتك و ساحات المعارك و الميادين ، فلطالما تفسر الأحلام عكس ما ترى، كما يقول الفقهاء ،فالتماسيح و العفاريت وحوش ارتبط اسمها ببعضها طيلة سنة كاملة و أصبحت هذه الأخيرة على لسان كل مواطن إلماما بهم بعالم الحيوانات و العالم الآخر حيث يقطن العفريت ، و إيمانا بهم أن للحيوانات حق حرية التعبير و لهم الحق أيضا في ممارسة السياسة بوحشية مؤدبة .فإياك و مصاحبة تمساحا أومواعدة عفريت فقد يكون شأنك كشأن “بعوضة” يسهل رفسها أثناء صيد الفريسة، و دون أدنى شك أنت الطبق الدسم الذي ستقتات منه الكائنات “الضباعية”،فلا تكن سهل المنال و ضعيف العزيمة . و أنا أكتب أرى نفسي متألقة في تنشيط برنامج عالم الحيوانات،كما أرى أبناء وطني تائهين بين .national geographic…و الإذاعة الوطنية و متخوفين من هذا الزحف الحيواني في بلادنا،و لوثة العفاريت التي لا ترى بل نسمع صداها ما مرة من أفواه رجال الدين بما أن للعفاريت مفهوم مخيف في ثقافتنا الشعبية . و في رواية الأطفال يطلق عليها اسم “بوعو” و الذي في الغالب ما يسبب تبولا لا إرادي لهم ،فيبحثون عن مكان مليء بالناس كي يستطيعوا النوم و الحركة مرتاحي البال و بمعنويات مرتفعة. هذا ما أتبثه ذوي النفوس القوية في أزقة و حارات المغرب ، منتفضين ضد “بوعو” و متصديين لأنيابه و مخالبه الحادة و كيانه المفترس ، هم أبناء وطني الدافئ ، وطني الذي يملأه “الجنون ” كالطفل المتشرد الصغير بأحلامه الضائعة المتمردة على جنبات شوارع البلد و أرصفتها و تمتلئ سجونه بهم و بدعاة الكرامة غالبا،ومن لهم جرأة إزالة الغبار عن أعتق المؤسسات فسادا “المخزن” وفضح تلاعباتها ،وطني الذي تقتل فيه الإرادة و يقهر فيه نفس الأمل ،وتجول فيه “الحكرة” بعباءتها السوداء ،مانعة حتى قصص الحب من أن تكتمل . “عنداك” …لا تدع أطفالنا من متتبعي نشر ثقافة “الخلعة “، و إياك أن تخشى العفاريت و التماسيح و كن مسرورا بشيطان يدعوك ألا تصمت في وجه المذلة ،ف للوطن رب يحميه .ولنكن حميرا حتى نرى العفاريت و نيرانها التي لا نخشاها و لنكن ديوكا حتى نرى نور الحرية .