يزداد الحديث عن الخيانة على الانترنت. ولكن هل يمكن حقاً خداع الشريكة بمجرد كبسة على لوحة المفاتيح؟ هل تكون للمغامرة الغرامية عبر الانترنت نتائج وخيمة على حياة الثنائي؟... كل ليلة، وأنت نائمة، يذهب زوجك للقائها. لم يرها يوماً، ولكن ذلك لا يهم. بكبسة واحدة، وبضع الكلمات المتبادلة سريعاً، يدخل هذان المجهولان مسرح الانترنت. اليوم، من أجل ضبط نصفك الآخر في الجرم المشهود، ليس عليك الا العودة الى المواقع الالكترونية التي زارها على الانترنت في الأيام الماضية. وقد تكتشفين تبادلات حميمة وتفاصيل جنسية عن زوجك لم تتصوريها يوماً. باختصار إنه يغازل مجهولة قد لا يراها يوماً. هل يمكن اعتبار ذلك خيانة أم لا؟ يقول اختصاصيو علم النفس، ان المغازلة على الانترنت خيانة. فعندما يحدث تفاعل ما، وعندما يبحث المرء عن شخص حقيقي خلف الشاشة، فذلك يعني أنه يخون حبيبه. وليست لذلك أي علاقة بالتوهمات التي تهبط على المرء من دون أن يختارها، أي التي تطرأ مصادفة لدى لقاء أو انطلاقاً من مشهد في فيلم أو مقطع في رواية أو صور بورنوغرافية تغذي خيال الزوج. الخيانة على الانترنت هي "عندما أتحاور مع أحد، حتى إذا لن أراه مطلقاً، وتنشأ معه علاقة ما، أخفيها عن الآخر". تحديد الخيانة لكل شخص تعريفه الخاص بالخيانة. فتعتبر بعضهن أن ضبط الشريك قبالة موقع قليل الاحتشام دليل خيانة بذاته. لذا، ولتجنب سوء التفاهم، اسألي نفسك ما الذي تعنينه بالخيانة تحديداً؟ ما الذي يجعلك تتألمين؟ إذا كانت فكرة زيارة زوجك مواقع اللقاءات هذه حتى لو كان يفعل ذلك "لمجرد المرح"، تثير غضبك، لا تترددي في التحدث معه بذلك. كل شيء يعتمد على الاتفاق الأساسي بين الاثنين. فرغم عدم وجود علاقة حميمة جسدية مع الشخص الآخر خلال ممارسة الجنس عبر الشاشة، فهي موجودة في المقابل في التفكير. وقد يكون هناك تبادل كلمات حميمة ولذة. التصرف الصحيح هل تشكّين في أن زوجك يزور مواقع اللقاءات تلك؟ ما العمل؟ هل تبحثين عن براهين في الكمبيوتر؟ هذا تحديداً ما يفعله المرء في الحياة الحقيقية عندما يشك في خيانة الحبيب. ولكن عليك أن تفهمي أن لكل شخص الحق في الاحتفاظ ببعض الأسرار. وإذا قبلت بذلك لنفسك، فعليك السماح به للآخر. في المقابل، إذا وقعت مباشرة على أحد هذه المواقع، فبطبيعة الحال لا يمكنك التغاضي عن الموضوع. وقبل أن تتزعزع علاقتكما جدياً، عليكما التحدث ببعض النقاط. أولاً، يجب أن تكوني صادقة مع نفسك: ألم تفكري يوماً في مغازلة مجهول؟ وكيف كنت تودين أن تكون ردة فعل زوجك؟ ثم إن ثمة فرقاً كبيراً بين الحلم قبالة صور جامدة وممارسة الحب بالرسائل. وهذا لا يمنعك من الشعور بالخيانة عندما يشغل شريكك مخيلته قبالة صور مثيرة. أخيراً، لا تصدقي الأعذار على غرار "لم أرها يوماً، ليست موجودة حقاً" أو "أفعل ذلك لمجرد التسلية، لاختبار جاذبيتي". قد يجعل الانترنت الشخص مدمناً وقد تتحول مواقع اللقاءات هواجس. إذا كانت العلاقة على ما يرام، فلا حاجة لتأدية دور العاشق على الانترنت واختبار الجاذبية.