يبدو أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لم يستثمر جيدا اللحظة التاريخية، والمنهجية الديمقراطية التي أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى قمة السلطة التنفيذية، ولم يجيد اقتناص الصيد الثمين الذي وفرته الإصلاحات السياسية العميقة، وأجواء الاستقرار التي جعلت المغرب يعيش ربيعا هادئا وسط عواصف الربيع العربي . ولا شك أن لغة التماسيح والعفاريت والجحور، والتلويح بافتعال العواصف، و مطاردة الساحرات، قد جعلت المستثمرين والسياح، وحتى المهاجرين ربما يفقدون الثقة في حكومة لا يُؤْمن شرها، وتُمارس كل أنواع الخطابات الشعبوية التي سرعان ما تتراجع عنها أو تعتذر وتلصق تهمة الدس وسوء التأويل بالصحافة في أغلب الأحيان. فها هي مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب تدعو الحكومة إلى إعادة الثقة للفاعلين الاقتصاديين. الذين عمدت الحكومة إلى الحجز على حساباتهم البنكية لمجرد وجود نزاع بينهم وبين إدارة الضرائب لم تبت فيه بعد لا اللجان المحلية ولا اللجنة الوطنية ولا القضاء، مما جعل العديد من رجال الأعمال يسارعون إلى سحب أرصدتهم من الأبناك، وهو ما جعل مريم بنصالح تضع من بين تدابير عودة الاطمئنان تبسيط الإجراءات حتى يصبح النظام الضريبي نظاما جذابا، ومعالجة الشكايات،.ولا شك أنها كثيرة جيدا، وهو ما دفع الحبيب المالكي، الاقتصادي، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، أيضا، إلى دعوة الحكومة إلى عفو ضريبي، تماما كما فعل فتح الله ولعلو على عهد حكومة التناوب. اللغة التي يتحدث بها بنكيران والوزراء لا تثلج صدرا، والحكومة لا تجد ما تبرره به العجز سوى اتهام الحكومة السابقة بالمغالطة والتضليل، وفي كل مرة تبتدع حكاية جديدة كي تستجلب عطف الناس... وهكذا دوليك، غير أن حبل الادعاء قصير جدا، حتى لا نقول الكذب، وسيأتي يوم يطلع فيه الصباح وتسكت شهرزاد عن الكلام المباح...