ولو أدرك بنكيران حجم الثقة التي وضعها فيه مريدو رمز "المصباح"، وثقل المسؤولية التي تطوق عنقه، لما أقدم أصلا على اتخاذ خطوة غير محسوبة العواقب بالزيادة في أسعار المحروقات، ترتبت عنها زيادات في تسعيرة نقل المسافرين، ونقل البضائع، ومختلف السلع، ليأتي رئيس الحكومة إلى التلفزة من أجل تبرير هذه الزيادة، وإعطاء مثالا بثمن الموز الذي لم يتزحزح قيد أنملة، علما أن أغلب المغاربة لا يستهلكون هذه الفاكهة... وإنما يزلقون فوق قشورها التي زرعها بنكيران على طول طريق فقراء هذه الأمة. لقد حاول بنكيران تضليل الرأي العام من خلال اقتراح بدائل لصندوق المقاصة، كصندوق التضامن الاجتماعي، والذي كان مدرجا ضمن مشروع القانون المالي لحكومة عباس الفاسي، وكذا نظام المساعدة الطبية للأشخاص المعوزين "راميد" والذي كان شُرع العمل به بجهة تادلة أزيلال على عهد الحكومة السابقة، وصندوق التكافل العائلي الذي كان مطروحا للنقاش منذ عهد الراحل محمد الناصري. ثانيهما، أن ربطة العنق قد تتحول إلى حبل مشنقة إذا لم يحسن صاحبها التعامل معها، خاصة إذا كان حديث العهد بهذه القطعة من ثوب، ويبدو أن بنكيران بدأ يشد الخناق حول عنقه بسبب قراراته اللاشعبية، والتي تدفع كل الذين وثقوا في البرنامج الانتخابي للعدالة والتنمية إلى الصراخ :" ها العار التقليد في عنقك".