برزت قضايا الربيع العربي كأهم تيمات أفلام المسابقة الرسمية بالمهرجان الدولي لفيلم الطالب بالدارالبيضاء بالمغرب، وقد كشفت الجهة المنظمة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب عن أهم مضامين أفلام مخرجين شباب، ينتمون لمعاهد سينمائية من الشرق والغرب، في ندوة صحافية عقدت أخيرا بمدينة الدارالبيضاء للتعريف ببرنامج الدورة الخامسة لهذه التظاهرة التي ستجري فعالياتها بين 9 و12 من شهر مايو/أيار الجاري. في هذا السياق، قال عبدالله الشيخ، المدير الفني للمهرجان، في تصريح ل"العربية نت"، إن مجمل الأفلام المشاركة في مختلف المسابقات الرسمية، لم يكن المتحكم في صوغها، الجانب التقني التجريبي، بقدر ما يؤطرها تصور فني ومرجعية جمالية وفكرية تنمّ عن وعي مزدوج، وعي الذات والمجتمع بكل تفاعلاته الدولية والإقليمية، مؤكداً أن إنتاج فيلم جيد ليس رهيناً دائماً باعتمادات مالية قوية وصناعة إنتاجية ضخمة، وهو ما تعكسه الأفلام المشاركة في هذه الدورة، من فعل إبداعي مسنود بإمكانيات محدودة ووسائل تقنية متداولة.
وأضاف أن المشاركين في هذه الدورة الجديدة يوظفون كل الأساليب دون عقدة وبكل جرأة، مقتدين بقولة بابلو بيكاسو: "بداخل كل طفل هناك فنان. المشكل هو أن تعرف كيف تحافظ على هذا الفنان في صيرورة النمو".
وأشار إلى أنه وتبعاً لشعار الدورة "إبداع ومواطنة"، فإن عملية انتقاء الأفلام تحكم فيها طبيعة المواضيع الإنسانية المطرقة وكذا راهنيتها، والحرفية على مستوى الكتابة، وشكل المعالجة، إضافة إلى عنصر التوقيت، وأن لجنة الفرز توافد عليها أكثر من 500 عمل، انتقت منها 44 فيلماً روائياً، يقابلها نفس العدد بالنسبة للأفلام الوثائقية، فيما انحصر عدد أفلام "الكليب فيديو" وأفلام التحريك مجتمعة في 17 عملاً.
ومن جهتها قالت وفاء البورقادي، رئيسة المهرجان، في حديت ل"العربية نت"، إن موضوعات السلم والكرامة والتسامح ونبذ العنف بكل أشكاله المادية واللامادية، والانتصار للقيم الإنسانية النبيلة، ومعالجة أمراض العصر النفسية، وتفكيك قيم المجتمعات الاستهلاكية، إضافة إلى التفاعل مع الثورات العربية، وغيرها من القضايا هو ما تعالجه هذه الأفلام، مشيرة إلى أن المهرجان أصبح يكسب مع مدار الزمن ثقة المدارس الكبرى للسينما داخل المغرب وخارجه.
وتتضمن هذه الدورة التي اختير لرئاستها الشرفية الفنان المسرحي الطيب الصديقي، إلى جانب المسابقات الرسمية، بعض الورشات التكوينية تشرف عليها مخرجة أمريكية، فيما تتضمن الأنشطة الموازية عروض موسيقية ومعرض تشكيلي، إضافة إلى حفل تكريمي للفنان المسرحي والسينمائي المغربي الراحل مصطفى سلمات.
يذكر أن هذه التظاهرة السينمائية تأسست عام 2008 بمبادرة من جمعية "فنون ومهن بتعاون مع الشريك الرسمي اريكسون ومعهد IHB للفن والإعلام، إلى جانب شركاء من القطاعين الخاص والعام، أبرزهم المعهد الإسباني "سيرفانتيس"، ويقام المهرجان تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس