سيدتي الغالية، أنا شاب ظل الطريق ولم أجد سواك حتى أقاسمه جراحي، أنا شاب في مقتبل العمر، تحصلت على وظيفة بسيطة بعد تخرجي من الجامعة، ولأنني شاب خجول لم أكن لأربط أي نوع من الصداقات مع الزملاء في العمل، فاقتصرت علاقاتي على زميلة لي في المكتب والتي لمست منها التفهم ورحابة الصدر على الرغم من أن سنها فاق سني بكثير.احتكاكي بزميلتي التي لم تبخل علي بالنصائح والدعم المعنوي؛ جعل مني ومن دون أن أدري أسقط صريع هواها، فهي امرأة ناضجة وجميلة وحيوية، كما أنها تفيض حنانا ورقة، وهذا ما جعلني أنجذب إليها غير آبه لفارق السن الذي بيننا، وحسبي في ذلك أن الحب لا يعترف بكل الفوارق حتى ولو تعلّق الأمر بامرأة في مثل سن أمي.قد لا تصدقينني سيدتي أن حبي لزميلتي أصبح هاجسا كبيرا بالنسبة لي، لدرجة أنني أصبحت أفكر مليّا في مصارحتها ومفاتحتها بمسألة الزواج، وأنا جد متخوّف من مسألة رفضها أو صدّها، علما أنني متأكد من أن أهلي لن يقبلوا المسألة مهما بلغت درجة إصراري على الإرتباط بها.فماذا أفعل سيدتي؟، هل أبقى على حبي لزميلتي على الرغم من أن الأمل بيننا منعدم، أم أتشجّع وأصارحها وأنعم بقربي إلى جانبها؛ متحمّلا كل العواقب مهما كانت، أنيري دربي سيدتي فأنا في أمسّ الحاجة إلى من ينصحني ويفهمني. الحائر م ل.
الرد: من أجمل الأمور في الحب، التوافق بين الطرفين والتقارب في السن، ومن هذا المنطلق أستغرب أخي تورّطك في قصة تعلم مسبقا فشلها، لا لشيء إلا لعدم توافق السن والتفكير من جهة، ولكون العلاقة لا تعدو أن تكون حبّا من طرف واحد، وهذا ما يشكل نقطة الخطر فيها، حيث أنك لم تتساءل يوما عن شعور هذه المرأة إن هي اكتشفت ما تُكنّه لها وهي التي لم ترى فيك سوى الزميل والأخ.أعيب عليك أخي أنك تسرّعت في فتح قلبك لمن لا تلائمك لا سنا ولا مستوى، كما أعيب عليك أيضا أنك توهم نفسك بأنك على صواب فيما تريد تحقيقه من الإرتباط بهذه المرأة التي ذكرت بأنها في سن والدتك، وأكثر ما دفعك للتعلق بهذه المرأة، هو خجلك من جهة وفهمك الخاطئ للعون والدعم الذي منحته لك على أنه محاولة منها للتقرّب إليك، وتيقّن أن النضج والعقل موجودان أيضا لدى الفتيات والنساء، فلتبحث عمن تجد لديها ما يخدمك ويسرّك لتبني معها عشا زوجيا عماده الحب والتفاهم والأهم من هذا التوافق، الذي يعدّ أهم شيء تُبنى عليه العلاقة بين اثنين.من المؤكد أن الحب لا يعترف بالفوارق، إلا أنه عليك أخي التعقل في مسألة تحديد هذه الاختلافات، فلتفكر في منظرك أمام الناس والجميع يظن أن من تتأبّط ذراعها أمك وليست زوجتك المصون، ولتعلم أن الهواجس التي تعيشها هي من صنع خيالك وحدك، ولا دخل لهذه المرأة فيها.ألم تتساءل يوما في أن لهذه المرأة حياة خاصة، ألم تفكر في أنها قد ترفضك وتسخر منك ومن مشاعرك وأنت الفتى الذي تستحق أن تبدأ حياتك مع من تقاربك سنا حتى نفهمها وتفهمك، فلماذا تصرّ أن تعيش مع امرأة؛ الهوّة بينك وبينها كبعد السماء عن الأرض؟، ثم ما لك تتحدّى إرادة والديك اللذين تعلم مسبقا أنهما يرفضان المسألة جملة وتفصيلا.تريثك وتماطلك في مصارحة هذه المرأة بما يخالجك من مشاعر كان في محله، حيث أدعوك إلى صرف النظر عنها والالتفات إلى أمور أخرى تنفعك وترفع من معنوياتك ووفقك الله إلى ما هو خير لك.