يورد البحث الوطني حول العنف تجاه النساء بالمغرب خلال سنة 2009 الذي أصدرته المندوبية السامية للتخطيط، عدة إحصائيات وأرقام قد تهم الباحثين في المجال السوسيولوجي، وكذا القراء العاديين. فقد أوضح هذا البحث مثلا أن 66,1 بالمائة من المطلقين قد تقبلوا زواج طليقاتهم بآخر بدون أية مشاكل، في حين أن 20,8 بالمائة من هؤلاء لم يتقبلوا الأمر وتحدثوا بشأنه بطريقة حبية مع طليقاتهم، بينما هدد 3 بالمائة منهم بالتعرض لطليقاتهم، وحرم 2,2 بالمائة منهم طليقاتهم من رؤية أبنائهما في ما سحب 7,8 منهم حضانة أطفالهم من الطليقة المتزوجة. وبين البحث الوطني أنه في 27,9 بالمائة من حالات زواج المطلقة من جديد، كان الطليق على علم بأن طليقته تعتزم الزواج، بينما فوجئ 45,9 بالمائة منهم بزواج طليقته من آخر . كما تبين من خلال البحث الوطني أن 35,8 من النساء المطلقات يطلبن للزواج من جديد، في حين أن 64.2 منهن لا يعرض عليهن الزواج مرة أخرى. علما-حسب البحث الوطني- بأن 61,1 من النساء المطلقات يطلقن ولهن أولاد من طلقائهن في حين أن 38,9 من المطلقات مررن بهذه التجربة وهن بدون أطفال. وبخصوص ردود فعل الأبناء على زواج أمهاتهم المطلقات، يظهر البحث الوطني أن 62,4 بالمائة من الأطفال لم يعبروا عن أي رد فعل حيال اعتزام أمهاتهم الزواج من جديد لأنهم كانوا صغار السن، في حين تقبل 13,2 بالمائة الأمر دون مشاكل (في المدينة أكثر من القرية)، بينما طلب 23,3 بالمائة من الأطفال من أمهاتهم عدم الزواج من بينهم 1,1 هددوا بالهروب من بيت الأم. كما بين البحث أن طلبات الزواج الثاني أو إتمام هذا الزواج يتم 71,1 بالمائة منها وسن الأطفال لا يتعدى 12 سنة، بينما تمت 14,8 بالمائة منها و سن الأطفال يتراوح بين 12 و 17 سنة. وفي فصل آخر متعلق بزواج النساء الأرامل، بين البحث الوطني أن 15,1 بالمائة فقط من الأرامل هن من يعرض عليهن الزواج بعد وفاة الزوج الأول، في حين أن 84,9 من الأرامل لا يعرض عليهن الزواج من جديد. وبخصوص رد فعل عائلة الزوج المتوفي على زواج أرملته، كشف البحث المذكور أن 64,3 بالمائة من هذه العائلات، تتقبل الأمر دون مشاكل في حين أن 31,6 منها لم تتقبل الأمر وعبرت عن ذلك بشكل حبي للأرملة، بينما هددت 4,1 بالمائة من هذه العائلات بالتعرض جسديا للأرملة إن هي تزوجت من جديد. وبخصوص رد فعل الأطفال حول زواج أمهم الأرملة، بين البحث الوطني أن 51,1 من الأطفال كانوا صغارا. وفي حين تقبل 7,9 من هؤلاء الأطفال الأمر بدون مشاكل، فإن 41 بالمائة منهم طلبوا من أمهم الأرملة عدم الزواج من جديد. وتجدر الإشارة إلى أن البحث الوطني حول العنف ضد النساء، الذي قامت به المندوبية السامية للتخطيط، قد استند إلى تجارب دولية في هذا المجال وتبنى مقاربة تشاركية في إعداد هذا التحقيق المستمد من الحقائق المغربية، وساهمت فيه عدة لجان تقنية. وقد تناول هذا البحث شرائح مجتمعية من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 64 سنة. واستند هذا البحث إلى الحقائق الإحصائية لسنة 2009 حيث كان عدد النساء من هذه الشريحة يصل إلى حوالي 9,5 مليون نسمة، 59,6 منهن يعشن في الوسط الحضري بينما تعيش 40,4 منهن في الوسط القروي