لم يكن يعتقد الصحافيون المغاربة أنهم سيكونون على موعد مع وزير للاتصال شابا له من التجربة في العمل الميداني ما يجعله في الصورة على ما يجري من أحداث في قطاع الإعلام. مرت سنين وتعاقب على وزارة الاتصال وزراء أفقدوها شخصيتها لعدم إلمامهم بالقطاع رغم أن البعض منهم مارس الصحافة لكن لم يستطع التخلص من الكبرياء على علة المنابر الإعلامية التي اشتغلوا بها منهم نبيل بنعبد الله وخلفه الذي كان يتقن التهجم والتطبيل بدل إيجاد حلول جيدة للمهنيين . وزير الاتصال مصطفى الخلفي يحمل برنامجا متكاملا لإصلاح القطاع ،وواعيا بالمتغيرات الدولية التي أتت بالعديد من وسائل الاتصال منها الصحافة الاليكترونية التي أصبح لها تواجد على الساحة الوطنية والدولية ،والتي يعمل على تأطيرها ،وجعلها إعلاما مسؤولا يواكب الأحداث ويساهم في التنمية نظرا للتأثير وتكاثر قراء الصحافة الاليكترونية الذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم. ولهذا إن أي إصلاح لقطاع الإعلام الاليكتروني يتطلب أن يستفيد هو الآخر من الدعم العمومي على غرار ما تستفيد منه الإذاعات السمعية الخاصة التي منها لا تفيد المجتمع إلا في نشر ثقافة الجنس كأنه قضية وطنية أو من الأولويات ويستفيد من ميزانية ضخمة في الإشهار خلال الاستحقاقات الانتخابية ،كما أن بعض المنابر الإعلامية للصحافة المكتوبة لا تبيع سوى أعدادا ضئيلة نتيجة الإعلانات الإدارية التي تستفيد منها من وزارة الاتصال،وتستفيد من كل الامتيازات دعم مادي وإعلانات.واليوم بعد تعيين السيد مصطفى خلفي وزيرا على رأس وزارة الاتصال لا بد له من أن يحقق بعض من المكتسبات للصحافة الاليكترونية التي تخوض مسيرتها في صمت لعجز الحكومات السابقة ولضعفها في تدبير القطاع ككل.