أي معايير في اختيار ضيوف البرنامج؟ا علي مسعاد من بين البرامج التي لاقت استحسانا، لدى المشاهد المغربي، في الشهور القليلة الماضية، بقناة ميدي 1 سات، نجد "من قريب" و "المواطن اليوم" و برنامج "بدون حرج"، الذي أصبح يستقطب إليه العديد من المشاهدين المغاربة، هنا وهناك، بالنظر إلى المواضيع المجتمعية الحساسة التي يتناولها، كل حلقة ك "الدعارة"، "الشعوذة"، "التحرش الجنسي" و غيرها من المواضيع و القضايا اليومية، هذا فضلا عن مستوى إدارة النقاش الذي يساهم بدور كبير في تناول الملف من مختلف جوانبه، النفسي، الاجتماعي، القانوني و التربوي، إلا أن هذه المعطيات كادت تغيب عن الحلقة، التي بثت بداية الأسبوع الجاري، حول موضوع "الإدمان على الكحول"، حيث خفقت منشطة البرنامج في استضافة متدخلين لإنقاذ النقاش من السقوط في الإسفاف و السوقية، التي ميزت مداخلات البعض، مما يطرح أكثر من سؤال: ما هي المعايير التي بموجبها يتم اختيار الضيوف؟ا وهل البرنامج بعد الإشعاع الذي أصبح يعرفه، في الأسابيع الأخيرة، قد يساهم في الثقة الزائدة عن النفس، لدى منشطة البرنامج، وبالتالي سقوطها في العشوائية وعدم الدقة في اختيار الضيوف؟ا لأن الحلقة المعنية، بهذه الورقة، عانت بشكل كبير، من ضعف مستوى المداخلات و سوقيتها، لدرجة قد تفقد لهذا البرنامج الحواري، تألقه و إشعاعه الإعلامي، الذي عرف به منذ شهور. لأن ميزة البرامج الحوارية، هو مستوى النقاش الدائر، ودرجة قربه من الموضوعية و العلمية، وليس المداخلة من أجل تمديد مدة البرنامج دون التقدم في النقاش بمعلومات و معطيات جديدة قد تغيب عن المشاهد العادي و تحضر لدى المتخصص، وبالتالي الخروج بخلاصات قد تزيد بدرجة أو بأخرى في وعي المشاهد. خاصة وأن مستقبل البرامج الحوارية الاجتماعية، في المشهد التلفزي المغربي، ما زال ينتظرها الكثير من الاجتهاد و البحث لاستقطاب مزيد من المشاهدين المفترضين، عوض تهجيرهم إلى القنوات الفضائية العربية و الأجنبية، من هنا بات لزاما على منشطة البرنامج، ولها كامل الحرية في القبول أو الرفض، قليلا من التأمل و كثيرا من الصرامة في اختيار الضيوف، حتى لا يسقط البرنامج، مرة أخرى، في متاهة الرداءة و السوقية في الحوار وسقوطه في الاجترار لدرجة الرتابة. هامش : قناة ميدي 1 سات برنامج " بدون حرج " موضوع الحلقة "الإدمان على الكحول"