السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أنا رجل متزوج وأب لأربعة أطفال، مشكلتي أنّني وقعت في حب فتاة سلبت عقلي وقلبي، وقد أحبتني أكثر من حبي لها بكثير، ممّا جعلني أعرض الزواج عليها، فوافقت أن تكون زوجة ثانية، ولكنني فوجئت بها تقول لي إن أحدا قد تقدم لها، لكنها رفضته رفضا قاطعا، وأصر أهلها على زواجها منه وأنها أكرهت على عقد قرانها عليه، رغم كل المحاولات حتى إنها أخبرته بوجود شخص آخر في حياتها دون فائدة، لقد حاولت أن أقنعها بتقبل هذا الأمر الواقع، برغم حبي الكبير لها، لكنها أصرت على حبها لي وقد حاولنا أن ننسى ما كان بيننا لكن دون فائدة. سيدتي نور حقا أنا أحبها وأتمناها زوجة لي على سنة الله ورسوله، لكن كيف أقنع أهلها بإيقاف هذه الزيجة التي لا يفصل عنها إلا أيام قلائل، أرجو منك المشورة ولك كل احترامي وتقديري. الرد: سيدي لعلك تعرف جيدا الحكمة التي تقول " ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"، لقد بدأت علاقتك بالفتاة بهدف الزواج، رغم أنك زوج وأب، لم تذكر في رسالتك علاقتك بزوجتك، أو أسباب زواجك الثاني، هل هو حب فقط، على أي حال لقد فات الوقت، فحبيبة القلب على وشك الزواج، وقد فعلت خيرا أن أقنعتها بتقبل واقعها، وعليك أن تقنع نفسك أيضا بتقبل هذا الواقع خاصة وأنك زوج وأب وزوجتك وأولادك من المؤكد أنهم في حاجة إلى وقتك وجهدك الضائعين في الجري وراء قصة كانت وانتهت، وليس من الشرع ولا المنطق في شيء أن تحاول عرقلة زواج تلك الفتاة لأنك تريد الزواج منها، فالرسول صلى الله عليه وسلم، نهانا عن أن يخطب أحدنا على خطبة أخاه في معنى حديثه الشريف:" ألا يخطب المسلم على خطبة أخاه المسلم"، فما بالك وأنه عقد قران أي زواج، فكيف تتقدم لأهلها لتقنعهم بتطليقها وفض العقد، لأنك بأنانيتك تريد الزواج منها. سيدي، إن بيتك وزوجتك وأبنائك في حاجة إليك، فلا تشتت جهودك فيما لا فائدة منه، فحاول أن تفكر في مستقبلك وما يعود على أسرتك بالنفع والخير، واترك هذه الفتاة وشأنها لتعيش حياتها التي اختارتها أو التي اختارها لها أهلها حسب رأيك، فهم أقدر منها على التفكير في صالحها، وهم من المؤكد يعتبرون في هذا الزواج صالحها، أليس الأفضل لها أن تتزوج برجل أعزب أحسن من رجل له زوجة وأطفال، حتى لو كان يحبها، فالحب يا سيدي لا يبقي أبد الدهر، فهو ككل ما في الوجود له بداية ونهاية، وإن كنت تريد النصيحة فنصيحتي لك هي أن تنسي هذه الفتاة ولا تفكر إلا في أسرتك وأبنائك فهم أولي بالرعاية والاهتمام والحب.