لم يكن اي كان في أي مكان بالعالم,مهما بلغت قدرته علي التخيل أن يتوقع نهاية عام2011 وكيف يستقبل عاما جديدا بدون مبارك والقذافي وزين العابدين بن علي وكذلك علي عبدالله صالح. مع إمكانية رحيل قريب للأسد في سوريا, وفتح ملف التغيير في بقاع أخري كانت حتي وقت قريب قلاعا محصنة ضد أي تغيير. حتي هؤلاء الذين خرجوا في25 يناير2011, لم يتوقعوا أن ينتهي العالم وقد غاب مبارك وآله, وأصبح مكانهم خلف القضبان في محاكمات طال أمدها لم تبلغ غايتها التي أرادها الثوار بعد. سيبقي2011 بكل تفاصيله محفور افي أذهان المصريين وقلوبهم,وستظل صيحات المتظاهرين تتردد في أرجاء ميدان التحرير وباقي ميادين المحروسة لفترات طويلة من الزمن تؤكد لكل حاكم ولكل مسئوول أن الشعب هنا وقرر من الآن فصاعدا أن يكون حارسا علي مقدراته. ستبعث صيحات المتظاهرين بر سالة قوية إلي كل من تسول له نفسه أن يسرق مال الشعب,كما ستؤكد الرسالة للأجيال المقبلة أن الشعب والشعب فقط هو صاحب الكلمة وأن الحياة بدون كرامة أو عدالة اجتماعية لاقيمة لها. إنها ذات الرسالة التي حاول اليبيون تأكيدها مع اختلاف تفاصيل المشهد الذي حضرت به مقاتلات حلف شمال الأطلسي لتلعب دورا لافتا في إسقاط القذافي,وهو دور ستكون له حتما تبعات علي مستقبل الليبيين,وتؤشر علي خريف محتمل,ربما تظهر بعض ملامحه في خلافات حول النفط وتقاسم السلطة.أما اليمن فالأصابع الخارجية لم تغب عنها وظهرت القاعدة في المشهد وبقي أيضا مستقبل ثورة اليمن مرتبطا بشكل أو بآخر بتدخلات خارجية ليست غربية فقط وإنما سعودية أيضا ربما بحكم الجوار.. ويبد ربيع سوريا أقرب إلي الخريف أيضا في ظل تعقد المشهد وتداخل عناصره, بداية من طبيعة التركيبة السكانية التي تغلب عليها الطائفية ومرور بالجوار مع إسرائيل وعلاقة النظام المتوطدة بإيران,ووصولاإلي شعب سوري خرج إلي الشارع وقرر ألا يعود قبل رحيل ل الاسد. لهذا فإن المخاوف علي الأرض السورية هي سيدة الموقف, فكرة اللهب المتدحرجة قد تشعل الموقف في المنطقة بأسرها, خاصة وأن إسرائيل وإيران تظهر ان في المشهد, بينما الوضع علي الأرض يؤشر إلي احتمالات انفجار الموقف, وإذا أصر بشار الأسد علي التمسك بالحكم. وإذا كانت المخاوف في2012 تظل قائمة في ليبيا وسوريا, وكذلك تونس التي تتحرك نحو النهوض, فإن تلك المخاوف تختلط بآمال عريضة للمصريين في تحقيق الثورة لكل أهدافها. كما يضع البعض علامات استفهام بشأن طبيعة الحكم والسلطة في برلمان مصر خلال2012 وموقف المجتمع الدولي من سيطرة الأسلاميين المحتملة, وذلك علي خلفية تأزم الموقف الاقتصادي الداخلي وعدم وجود رؤية واضحة للنهوض. وأيا ما كانت الامال والمخاوف, فإن ثورات الربيع العربي تستحق وبجدارة أن تكون بطل العام وأن تكون ميادين التحرير وساحات التغيير في كل مكان هي عنوان المرحلة وملاذ الباحثين عن الحرية والكرامة.