اعتبر العديد من النقاد السينمائيين، مشاركة الفيلم المثير للجدل "نبع النساء"، للمخرج الروماني الفرنسي رادو ميهيليانو في مهرجان ضمن برنامج عروض السينما العالمية في «أبوظبي السينمائي»، فيه الكثير من الانتصار لقضايا حرية المرأة، لكونه يؤكد على المساحة الكبيرة في حرية ومعالجة الأفلام المغربية خلال السنوات الأخيرة لقضايا لافتة للانتباه ترصد الواقع المجتمعي المغربي. ومن هذا التوجه رآه بعض النقاد فيلما سينمائيا مهما يجب ألا تفوت مشاهدته، حيث يتناول الهيمنة الذكورية التي تدفع النساء الى هجر رجالهن في الفراش وإعلان الإضراب ضد كسلهم. ويتناول الفيلم الذي تجري أحداثه في قرية وهمية في شمال إفريقيا واختار المخرج إحدى القرى المغربية الصغيرة، حيث يقمن النساء بكافة الأعمال من الطبخ إلى الغسل إلى بقية الأمور المنزلية، ولكن كل ذلك أمر هين أمام نقل الماء من النبع الذي في قمة الجبل والذي يتطلب كثيرا من العناء والجهد والتعب. وتواصل النساء عملهن دونما رفض أو احتجاج من منطق العادات والتقاليد والدين ومبررات أخرى، وتتزايد معاناتهن مع صعوبات الطريق إلى النبع وسقوط العديد من النساء اللواتي فقدن حملهن، وهذا ما يجعل «ليلى» القادمة من خارج القرية لأن تبدأ بالرفض والاحتجاج، وقيادة ثورة في تلك القرية المعزولة من أجل أن يقوم الرجال بدورهم ويساعدون في جلب المياه أو إيصال الماء إلى القرية عن طريق قناة تحتاج إلى بذل الجهد، ويقف إلى جوارها زوجها المعلم في مدرسة القرية والذي يواجه هو الآخر شيئا من الرفض من قبل والدته احتجاجا منها على تأخر حمل زوجته، وتشرع ليلى باستقطاب عدد من السيدات ومن بينهن زوجة شقيق زوجها، وحينما تجد النسوة أن الأمور تسير في طريق مغلق يتم تصعيد الأمر حيث يرفضن النوم مع أزواجهن وهنا تبدأ المواجهات والتهديد والضرب والإذلال وكم آخر من الممارسات التي تسمع القرية أصواتها خلال الليل.