فاجأت جماعة العدل والإحسان المغارِبة بقرارها بعدم المشاركة في المسيرات الاحتجاجية لحركة "20 فبراير"، التي شهدتها مدينة المحمدية ومجموعة من المدن المغربية في الاسلبيع الاخيرة ، بسبب تحفظ الحركة على ما أسمتها محاولة الحركات اليسارية فرض أجندتها على التحركات. وبدا غياب أكبر جماعة إسلامية في المغرب واضحا على ساحة الاحتجاجات، التي دعا إليها شباب "20 فبراير" رغم معارضة العدل والإحسان، حيث لم يتعد عدد المشاركين في مسيرة مدينة المحمدية الاسبوع الماضي الثمانين فردا وفضلت هذا الاسبوع عدم الخروج. وفي مدينة الدارالبيضاء المجاورة، ووفق مصادرامنية لم يتعد عدد المشاركين 100 شخص، بعدما وصل معدل المشاركة في الأشهر الماضية إلى نحو 10 آلاف في الدارالبيضاء لوحدها. وقال مصدر من شباب جماعة العدل والإحسان إن هذه الأخيرة اختارت عدم المشاركة في مسيرات هذا الأسبوع نظرا إلى رغبتها في الوقوف على حصيلة الاحتجاجات الماضية التي استمرت لما يزيد عن 6 أشهر. وتفادى مسؤولو الحركة، المنتمين للتنظيمات اليسارية، التعليق على التراجع الكبير في نسبة المشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي نظمت في الدارالبيضاء. وقالت مصادر من الحركة إن "شباب 20 فبراير سيشاركون في لقاء موسع يوم الأحد لتشخيص واقع الحركة، وستتم إعادة النظر في الهياكل عبر انتخاب ممثلين جدداً". وكان اجتماع لتنسيقية الدارالبيضاء لحركة "20 فبراير" قد شهد قبل يومين تفجر خلافات حادة بين المكونات السياسية لهذه الحركة، كما شهدت رفع شعارات تتهم بعض الأعضاء بالعمالة، والذين اضطروا إلى الانسحاب من الاجتماع. وأقر مصدر من الحركة بأن أسباب الخلافات بين أطياف الحركة تعود الى "محاولة بعض أعضاء الحركات اليسارية "فرض أجندتهم التنظيمية على الحركة وهو ما لم يرق الى الأطراف الأخرى ممثلة في الأعضاء المستقليين وحركة العدل والاحسان". وقال المصدر "لقد برهنت حركة العدل والإحسان أنها قادرة على قلب موازين القوى على مستوى الشارع عكس باقي الأطراف الأخرى".