رغم أن جميع المسلمين قد نشأوا على أن السحور بركة، فإن بعض الناس يفضلون عدم التسحر ويكتفون بوجبة الإفطار في رمضان. ويظن المصابون بالسمنة أو الوزن الزائد أن في ذلك فرصة أكبر للتخلص من الكيلوجرامات الزائدة. ويتعجب الكثيرون أثناء متابعتهم لوزنهم وحرصهم على قياسه على الميزان كل أسبوع من عدم نقصانه بالشكل الكافي وقد يكون ذلك في أول أسبوع فقط من رمضان ثم يثبت الجسم على نفس الوزن وقد يزيد في حالات أخرى!! وعندما يبحث الصائم الذي يعاني من زيادة الوزن في كتب التغذية والرجيم المتخصصة، سيعرف أن ما اعتقده ليس صحيحا على الإطلاق. حيث إن اكتفاء الجسم بوجبة واحدة لا يساعده على إنقاص وزنه بل ربما يزيد وزنه لنفس السبب. وذلك لأن جسم الإنسان في غاية الذكاء ويدرك ما يحدث له في حال تغير نظام التغذية. فبعد أن كان يتناول عدة وجبات يومياً مع إضافات أخرى بين الوجبات من فاكهة وغيرها، تحول نظام تغذية الجسم إلى وجبة واحدة. تنتبه خلايا الجسم إلى هذا التحول فيقوم الجسم بتخزين كل ما يدخله من طعام لمعرفته أنه سيتعرض للحرمان لساعات طويلة. إضافة إلى ذلك، فإن الاكتفاء بوجبة واحدة يبطئ العمليات الحيوية بالجسم ومنها عملية الهضم، مما يجعل الجسم لا يبذل مجهودا وبالتالي لا يستهلك الطاقة سواء المخزنة من قبل في الكيلوجرامات الزائدة أو الطاقة الجديدة التي تدخل كل يوم في الوجبة الواحدة ويقوم بتخزينها. وفي هذا الحالة، تكون النتيجة زيادة في الوزن رغم تناول الصائم لوجبة واحدة!! ولكن حتى إن كان الصائم يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من زيادة وزن، فمن الأفضل أن ينظم وقته ومواعيد وجباته في رمضان للتأكد من حصوله على التغذية اللازمة، والسوائل الكافية لتعويض ما فقده من سوائل وأملاح معدنية أثناء الصيام، وكذلك ما يحتاجه من راحة. ولمساعدة الجسم على التخلص من الوزن الزائد على الصائم أن يتناول – على الأقل وجبتي السحور والإفطار – مع تناول بعض الفاكهة الطازجة بينهما أو الزيادي. ويفضل تناول السحور قبل الفجر مع مراعاة عدم الإفراط في الأكل والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المركبة والبروتينات، مع الفاكهة أو الخضر، والكثير من الماء. فمثلا، تناول بيضة مع خبز كامل (بردة أو أسمر)، وزبادي بالعسل، مع برتقالة أو تفاحة.