لست أدري لم يخون قياديوا الجماعة إياها زوجاتهم، ويقترفون في غرف الفنادق البعيدة المتعة المتاحة لهم حقا عذبا حلالا في أحضان من عاهدوهن على الحب و الإخلاص ؟ كيف يخونون و كتاب الله يتلونه صباح مساء في الصلوات، و لحاهم مسترسلة تقول للناس نحن المتقون ؟ عادة تمر فضائح الجنس أمام ضمائرنا دون أن نلقي لها كثير اهتمام، لأننا تعودنا سماعها متفهمين للحظات الضعف التي قد تدفع أحدنا الى الإستسلام لغواية الغريزة الماكرة..لكن فضائح الجماعة التي تطفو الى السطح في هاته الأيام لا يمكن أن تمرر مرور الكرام، خاصة في هاته الأوقات التي كثر علينا المنادون الى الصلاح من كل الجهات، يمطروننا بمناسبة و بدونها بالبيانات و الشعارات التي يفوح منها مسك الطهارة و العفاف و التربية على المنهاج القويم. و جند الله المتخرجون من المدرسة الياسينية التربوية يصرخون علينا في شوارع المدن و الشبكات أنهم الخلاص للأمة و أنهم حاملوا الهداية للمؤمنين و للفضلاء الديمقراطيين.. قبل أشهر قليلة، تداول الإعلام صور بنت ولي الله الفصيحة الجميلة مع صديقها يوسف، يتمشيان في شوارع أثينا الجانبية وعليهما رداء السكينة، و على الوجه راحة نعرفها عندما يتحرر الجسد المقهور...و بعدها دوت في الآفاق أخبار و صور القيادي في الجماعة، الإطار المهندس المتعلم، يقتسم الفراش مع صديقته، القيادية هي الأخرى، زوجة صديقه ..يجذبها و تجذبه مثنى و ثلاث، بالقواعد الشرعية المعروفة من تغطية الشعر و ستر العورة و التمجيد و التسبيح و التحميد..و قالت لنا الجماعة في الأخير بعد زمن من الصمت المطبق اللازم للإستيقاظ من وقع الصدمة و هول السقوط: أن شمس الحقيقة تستهدفهم و أن صورهم الحميمة مزورة، و بشرونا بعجرفة أنهم منزهون من الخطيئة...كيف لا و عندهم ما ليس عند غيرهم : المنهاج النبوي تربية و تنظيما و زحفا.. للتذكير فالجماعة "جالسة" من سبعينيات القرن الماضي تستعد و تعد العدة للمهمة الحاسمة المسماة : القومة...لكن يبدو أن الجماعة فاتها أن إطالة الجلوس في الظلام يترتب عنه ورم المفاصل و اعوجاج الظهر و عماء البصر و ربما البصيرة.. ومن يقوم قومة واحدة بعد جلوس طويل يصيبه الدوار تجعله يبحث عن أقرب حائط يتكئء عليه خشية السقوط...ودوار القومة الذي أصاب الجماعة هذه الأيام شخصه العارفون بشؤون الجماعة بمتلازمة الحداثة التي تسبب فيها شبان نهضوا دون إذنها و لا منهاجها، يطلبون حرية و ديمقراطية الآن عوض أن يطلبوا خلافة و خرافة الآن...وا اسفاه ضاع جلوسنا سدى.. هذا قيادي آخر من الجماعة إياها ( التي أصبحنا نستحيي أن نذكر إسمها المذكور في القرآن )، متورط هو الأخر هذه الأيام في جريمة خيانة زوجته في مدينة الرباط في عز شهر الصيام والتوبة و الغفران.. جريمة موثقة هذه المرة بالإعتراف المزدوج ووثائق الفندق..هو قيادي من مدينة خنيفرة معروف من زمرة القياديين لجند الله الأبرار المكلفين بمحاربة الفساد و إقامة دولة الخلافة الراشدة التي ينتشر فيها الخير و يفيض على زعير .. شجرة من الغابة، أو الشجرة التي تخفي الغابة.. وشجرة الخيانة التي أشرقت عليها شمس الفضيحة لا شك تخفي ورائها غابة كبيرة متكاثفة.. لكنها غابة غير استوائية، تتغذى مع الأسف على انفصام الشخصية و كبت الذات، و تمجيد الوهم، و تقديس الحقد.. قياديون مغبونون، يكتشفون عندما يتوغلون في دهاليز الجماعة، أن ما بشروا به في البداية لم يكن إلا صدى كذب و أحلام، فيتحول الإنتماء البريء مع الحيرة و الزمن الى تواطؤ مع الكذب، و تتحول اللحية الا رأسمال و طريقة حياة تتلائم شيئا فشيئا مع أنفاق الجماعة و دهاليزها التي ليس فيها مرات تغيير الإتجاه، و لا أضواء للديمقراطية، و لا علامات تشوير تبيح انتقاد غبد السلام ياسين.. قياديون و أتباع يطلبون إسقاط الفساد و ذلك مطلب الجميع بالتأكيد.. لكن هل يسقط الفساد بالفساد ؟.. لماذا لا تبدؤون بأنفسكم أولا و تسقطوا فسادكم مصداقا للأمر الإلهي الشامل : "إن الله يأمر بالعدل و الإحسان" و تتمة الآية تقول فيكم يا حسرة : "... و إيتاء ذي القربي، و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي، يعضكم لعلكم تذكرون"..لماذا ياترى قياديوكم يخونون ذوي قرباهم و يقترفون الفاحشة و المنكر و البغاء، و يسمون أنفسهم أمام الناس عدلا و إحسانا ؟.. " أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم"، صدق الله العظيم.. لست أدري الى متى سيستمر مسلسل هروب الجماعة الى الأمام.. و الإدعاء أن كل الحقيقة مجموعة بين يديها و في منهاجها، و أن الباطل موجود فقط من الجهة الأخرى ؟..الى متى ستظل الجماعة تدنس الدين بلا استحياء في سبيل أن تبقى الإختراعات الياسينية قابلة للتصديق و تجنيد الدراويش و تحصيل المداخيل ؟.. إذا اختارت الجماعة أن تبقى وحيدة في جزيرة الوقواق و ياسينها يعتبر نفسه المهدي المنتظر فذلك يلزمهم لوحدهم.. أما أن يخرجوا علينا (من الخوارج) يلبسون قبعة إخفاء إسمها عشرين فبراير، و يعتقدون أن جميع المغاربة هم بالضرورة أتباع في تنظيمهم، فهو اعتداء على الغير غير مقبول لن يطول..أولى بكم أن ترأفوا بأنفسهم وتصمتوا عن الترهات و تستروا العورات التي سترها الله، و تستغلوا ما تبقى من فرص البقاء في إسقاط الفساد الذي فيكم و التحرر من الشرنقة اليتيمة سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، و الحمد لله رب العالمين