عرض محمد الفيزازي، أحد رموز ما يسمى ب"السلفية الجهادية" بالمغرب، مبادرة على الملك محمد السادس، لحل مشكلة سجناء "السلفية الجهادية"، عبر تدشين حوار هادئ وهادف معهم، يشارك فيه علماء الدين وحقوقيون وبقية الفاعلين المقبولين من السجناء أنفسهم. وذكرت قناة "العربية" الاخبارية اليوم الأحد أن الفيزازي أبرز السياقات والدوافع التي جعلته يقدم على عرض مبادرة المصالحة، حيث اعتبر هذا الملف بأنه مجموعة من الملفات الكثيرة والمتنوعة التي لا يمكن إدراجها في خندق واحد، حتى لو تم تصنيفها أمنيا وقضائيا تحت مسمى الإرهاب. وقال الفيزازي إن معرفته اللصيقة والدقيقة بخبايا أغلب ملفات السلفيين المعتقلين واختلاطه بهم، بحكم أنه قضى ثماني سنوات في السجن قبل أن يفرج عنه، جعلته صاحب خبرة وعين راصدة لملفات المعتقلين، ولديه معرفة كاملة بمختلف الأفكار الرائجة بينهم. وكان الفيزازي حوكم على خلفية قانون الإرهاب بثلاثين سنة سجنا نافذا، وتم الإفراج عنه بعفو ملكي رفقة العشرات من سجناء السلفية الجهادية في شهر أبريل الماضي. وتابع موجها خطابه إلى العاهل المغربي "أيقنت اليقين التام بأن منهم مظلومين كثر، يستصرخونكم من أجل إنقاذهم من غيابات السجن، وأنهم متعطشون إلى العودة إلى مجتمعهم الذي استوحشوه، ليخلص إلى أن كل هذا يؤهله للتقدم بمبادرة تصالحية إلى الملك، لما لمسه فيه من رحمة ورأفة على الضعفاء". وأكد أن كثيرا من هؤلاء المعتقلين "نبذوا العنف، واقتنعوا بمكونات الأمة المغربية، والاستعداد الفعلي للانخراط في مشروع الإصلاح الذي دشنه الملك، خاصة أن البلاد تحتاج إلى جهود كافة أبنائها".